و روي عن الحسن أنّه قال: إنّما خُلِّد/۸۱/ أهل الجنّة و أهل النار للنيّات.۱
و الكلام في هذا الحديث طويل الذيل، و قد روي هذا الحديث على هذا النسق: نيّة المؤمن خير من عمله.۲
فعلى هذا يحتمل معنى حسنا، و هو أن يكون «مِن» للتبعيض لا للمبالغة، و المعنى: نيّته خير من جملة أعمال الخير الّتي يؤثرها، و هو مُثاب على فعله ثوابا، و مُثاب على نيّته ثوابا ؛ لأنّ ذلك من أفعال القلوب، و هذا من أفعال الجوارح.
و روي أنّ۳ هذا الحديث مخصوص و هو: أنّ جسرا على باب المدينة انهدم، فنوى رجل من المسلمين أن يصلحه، فسبقه إلى إصلاحه يهوديٌّ، فاغتمّ المسلم لذلك، فقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله: نيّة المؤمن خير من عمله.۴ و الضمير لليهودي.
و وجدتُ لبعض المتأخّرين كتابا مكسورا على هذا الحديث قد ذَكر فيه ثلاثين وجها في معناه.
و فائدة الحديث: الحثّ على نيّة الخير و إرادته و العزم عليه.
و راوي الحديث على لفظ «أبلغ»: أنس بن مالك، /۸۰/ و على لفظ «خير»: النُّواس بن سِمعان الكلابيّ۵، قال: قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله: نيّة المؤمن خير من عمله، و نيّة الفاجر شرٌّ من
1.. كتاب في الأخلاق والعرفان لمؤلف مجهول القرن ۶ ، ص ۲۳۲ استظهارا في هامشه أنّ قائله الحسن البصري؛ إحياءعلوم الدين ، ج ۲۷ ، ص ۱۵۹ ؛ إتحاف السادة المتقين ، ج ۱۳ ، ص ۲۱ و في كليهما أيضا عن الحسن البصري ؛ المحاسن ، ج ۲ ، ص ۳۳۱ ، ح ۹۴ ؛ علل الشرائع ، ج ۲ ، ص ۵۲۳ ، ح ۱ فيهما عن الإمام الصادق عليهالسلام مع اختلاف في اللفظ .
2.. الكافي ، ج ۲ ، ص ۸۴ ، ح ۲ ؛ الهداية للصدوق ، ص ۶۲ .
3.. «ب» : ـ أنّ .
4.. ضياء الشهاب ، ص ۱۴۲ ؛ الدرّ المنثور من المأثور و غير المأثور ، ج ۱ ، ص ۳۵۷ .
5.. من أولاد أبي بكر بن كلاب ، و كان حَليفا للأنصار . عبد الستّار .