فهم في صهرتها إلاّ أن يُظلّهم اللّه بما شاء من فضله.
و روي: أنّ الصدقةَ تُظِلُّ۱ عليهم كالغمامة و الغَياية۲، يظلّ اللّه تعالى بعض عباده يومئذٍ بعرشه۳ كما ورد في الحديث الصحيح، و نحن مؤمنون بجميع ما قاله مَن لا ينطق عن الهوى الّذي قال فيه: «مَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَاكُمْ /۷۵/ عَنْهُ فَانْتَهُوا»۴، فإذا قال صدّقْنا، و إذا حكم حقّقنا.
و الوجه الآخر معنويٌّ مَجازيّ، و هو أنّ المؤمن في منعة الصدقة و عزّها ؛ يعني أنّ ثوابها يؤويه كما يؤوي الظلُّ الضاحيَ، و هذا مَجاز، و اللّه تعالى أعلم بمراد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله.
و فائدة الحديث: الحثّ على بذل النَّوال۵ في جميع الأحوال، و السخاء بما يفنى و يُعقِب ما يدوم و يبقى.
و راوي الحديث: عُقبة بن عامر.
۱۰۰.قوله صلىاللهعليهوآله: المُؤمِنُ يَأكُلُ في مِعَاءٍ واحدٍ، وَ الكافِرُ يَأكُلُ في سَبعَةِ أمعاءٍ.۶
«المِعَى» على وزن اللِّوى: واحد الأمعاء، و هي مَجاري الطعام في البطن، و تثنيته مِعَيان، و هذا مَثَل ؛ و ذلك أنّ المؤمن لا يأكل إلاّ من الحلال، و يجتنب الحرام و الشبهة۷ ؛ و الكافر لا يبالي ما أكل، و كيف أكل، و من أين أكل! و إذا كان كذلك فمأكل الكافر أكثر من مأكل المؤمن، و خَصّ السبعةَ /۷۴/بالذِّكر مثلاً كما تُذكر السبعون في مثل هذا الموضع ؛ قال اللّه تعالى: «إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ»۸. و «المِعى» أيضا المِذنب من المذانب،
1.. «ب» : تظلّل .
2.. «ب» : الغيابة .
و الغَياية : السحاب المنفردة ، و قيل : الواقفة . . . الأصمعي : الغَياية كلّ شيء أظَلَّ الإنسان فوق رأسه مثل السحابة و الغَبَرَة و الظلِّ و نحوه . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۴۴ غيو .
و الغيابة : كلّ شيء أظلّك فوق رأسك كالسحابة و الغُبرة ـ بالضم ـ و الظلمة و نحوها . مختار الصحاح ، ص ۲۵۳ (غيي) .
3.. اُنظر: المصنّف للصنعاني، ج ۳، ص ۳۶۶ الهامش؛ شرح مسلم للنووي، ج ۶، ص ۹۰.
4.. الحشر ۵۹ : ۷ .
5.. النَّوال و النائل : العطاء . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۶۸۳ نول .
6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۴ ، ح ۱۳۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۱ و ۲۵۷ و ۴۱۵ و مواضع اُخرى ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ،ص ۹۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۶ ، ص ۲۰۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۱۳۳ . الكافي ، ج ۶ ، ص ۲۶۸ ، ح ۱ ؛ الخصال ، ج ۲ ، ص ۳۵۱ ، ح ۲۹ ؛ المجازات النبوية ، ص ۳۷۶ ، ح ۲۹۱ ؛ الطرائف ، ص ۵۰۵ .
7.. «ب» : ـ و ذلك أنّ المؤمن . . . و الشبهة .
8.. التوبة ۹ : ۸۰ .