219
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

إنّي قد تصدّقتُ بعِرضي على عبادك ؛ إن أسمعوني لم اُسمعهم، و إن ظلموني لم أظلمهم.۱

و قال بعض المتأخّرين:

/۵۳/ إن لَزَّك۲ الدَّهرُ إلى مَعشَرٍ

توافَقُوا فيك على بُغضهم

فدارِهم ما دُمتَ في دارِهمو أرضِهم ما دُمتَ في أرضهم۳

و فائدة الحديث: الحثّ على مداراة الناس، و التجاوز عن سيّئاتهم، و الصفح عن۴ زلاّتهم، و الستر على قبيحهم، و الإذاعة لحسنهم، و البشاشة في وجوههم، و مساعدتهم على ما يقدر العاقل عليه، و التغافل عن بعض ما يفتي العقل و۵ الشرع بالتغافل عنه ؛ فقد روي عن الباقر عليه‏السلام ۶: يا بنيَّ، معايشة الناس مكيال ؛ ثلثاه التغافل، و ثلثه الفطنة و الامتناع عن مناقشتهم و مؤاخذتهم بكلّ حقّ و باطل.۷

و راوي الحديث: جابرٌ الأنصاريّ.۸

۶۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ.۹

«الكلمة»: الجملة المفيدة هاهنا، و عند أهل اللسان تقع الكلمة على كلّ جزء من الكلام

1.. الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۳ ، ص ۸۴ ؛ الاستيعاب ، ج ۴ ، ص ۱۶۹۴ ، ح ۳۰۵۰ ؛ الأذكار النوويّة ، ص ۸۴ و ۳۴۷ ،ح ۷۰۲۵ مع اختلاف بين المصادر .

2.. «ألف» : لذّك . لَزَّه يَلُزُّه لَزّا و لَزازا : شدّه و ألصقه . . . و لَزَّه لَزّا : طَعَنه . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۴۰۴ و ۴۰۵ لزز .

3.. الشاعر إمّا أبو عبد اللّه‏ القيرواني أو ابن فضّال المجاشعي ، راجع : خريدة القصر و جريدة العصر ، ج۱۷ ، ص۲۲۸ ؛ ذيلتاريخ بغداد ، ج ۵ ، ص ۶۳ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ۱ ، ص ۱۱۴ .

4.. «ب» : ـ سيّئاتهم ، و الصفح عن .

5.. «ب» : أو .

6.. «ب» : رضي اللّه‏ عنه .

7.. راجع : كفاية الأثر ، ص ۲۴۰ مع اختلاف عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام .

8.. «ب» : «أيضا» بدل «الأنصاري» .

9.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۹ ، ح ۹۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۱۶و ۳۵۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۱۵ ؛ و ج ۷ ، ص ۷۹ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۸۳ ؛ السنن الكبرى ، ج ۳ ، ص ۲۲۹ . مكارم الأخلاق ، ص ۴۶۷ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۵ ، ص ۲۳۳ ، ح ۶۴۲۱ عن كتاب المجالس و الأخبار ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۸۵ ، ح ۳ (عن مكارم الأخلاق) .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
218

دُرِّىٌّ»۱ لتلألؤه، و مَن عاشر الناس فَلايَنَهم و عايَشَهم بالمعروف فكأنّه دافعهم بالأجمل الأحسن كما قال تعالى: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ»۲.

و إذا ترك همزه لم يَخلُ من أحد وجهين: إمّا أن يكون على وجه /۵۴/ التخفيف للهمزة۳، أو يكون من دَرى من قولهم: تدرَّيتُهُ و أدريتُه أي ختَلتُه۴ ؛ لأنّه إذا دَفع شرّهم بحسن المعايشة فكأنّه خَتَلَهُم و استنزلهم عن الخطيئة۵ المكروهة بحسن المسّ و لين الحسّ.

و إنّما صارت مداراة الناس صدقةً لوجوه:

منها: أنّ المُداري يحتمل المشقَّة۶ فيستحقُّ باحتماله مثل ثواب الصدقة.

و الثاني: أنّه إذا دارى الناسَ تصديقا بما وَعد اللّه‏ُ في ذلك استحقّ ثواب التصديق، و كذلك كلّ ما يصدّق۷ به من الأوامر و النواهي، و كأنّه تفصيل للحديث الّذي قبله.

و الثالث: أنّه إذا سمع۸ المكروه مثلاً فعفا و استصلح كان قد تصدّق بأعزّ الأشياء على۹ نفسه، و كان من باب قوله عليه‏السلام: أ يَعجِز أحدكم أن يكون كأبي ضَمضَم، كان إذا أصبح يقول: اللّهمّ

1.. النور ۲۴ : ۳۵ .

2.. المؤمنون ۲۳ : ۹۶ .

3.. «ب» : تخفيف الهمزة .

4.. «ألف» : ختله .
و خَتَلَه : خَدَعَه عن غفلة . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۱۹۹ ختل .

5.. «ب» : الخطَّة .

6.. «ألف» : السفه .

7.. «ألف» : يتصدّق .

8.. «ب» : أسمع .

9.. «ب» : عليه .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3347
صفحه از 503
پرینت  ارسال به