دُرِّىٌّ»۱ لتلألؤه، و مَن عاشر الناس فَلايَنَهم و عايَشَهم بالمعروف فكأنّه دافعهم بالأجمل الأحسن كما قال تعالى: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ»۲.
و إذا ترك همزه لم يَخلُ من أحد وجهين: إمّا أن يكون على وجه /۵۴/ التخفيف للهمزة۳، أو يكون من دَرى من قولهم: تدرَّيتُهُ و أدريتُه أي ختَلتُه۴ ؛ لأنّه إذا دَفع شرّهم بحسن المعايشة فكأنّه خَتَلَهُم و استنزلهم عن الخطيئة۵ المكروهة بحسن المسّ و لين الحسّ.
و إنّما صارت مداراة الناس صدقةً لوجوه:
منها: أنّ المُداري يحتمل المشقَّة۶ فيستحقُّ باحتماله مثل ثواب الصدقة.
و الثاني: أنّه إذا دارى الناسَ تصديقا بما وَعد اللّهُ في ذلك استحقّ ثواب التصديق، و كذلك كلّ ما يصدّق۷ به من الأوامر و النواهي، و كأنّه تفصيل للحديث الّذي قبله.
و الثالث: أنّه إذا سمع۸ المكروه مثلاً فعفا و استصلح كان قد تصدّق بأعزّ الأشياء على۹ نفسه، و كان من باب قوله عليهالسلام: أ يَعجِز أحدكم أن يكون كأبي ضَمضَم، كان إذا أصبح يقول: اللّهمّ