213
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

بنقض العهد يَستوجب القتل.

و فائدة قوله عليه‏السلام: «الشاهد يرى ما لا يرى الغائب» تخيير أمير المؤمنين عليه‏السلام في قتله و الإمساك عنه على ما لا يلوح له من الرأي فيما فوّضه إليه، و كما تحكم به المشاهدة الّتي يتحقّق بها صورة الحال.

و فائدة الحديث على الإطلاق /۵۲/ ۱ بيان أنّ الشاهد للأمر الملابس له واقف من حقائقه و مَكاسره۲ على ما۳ ربّما يخفى على من لا يشاهده و لا يلابسه.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۶۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الدالُّ عَلَى الخَيرِ كَفَاعِلِهِ.۴

«الدَّلالة»: ما يوصلك إلى معرفة الشيء كدَلالة اللفظ على المعنى، و دلالة الدليل على المدلول، و الدليل هو الهادي إلى الطريق، يقال: دَلّ يَدُلّ دِلالةً، و دَلالةً بالفتح أفصح و دَلولةً أيضا، و الدِّلِّيلي۵: الدليل. و «الخير» هو ما يُرغب فيه. و خِرتَ يا رجل، و خارَ اللّه‏ لك.

و فحوى هذا الحديث: أنّ الدالَّ على الخير أحد الخيِّرين ؛ لأنّه إن لم يكن سببا للخير بنفسه كان سببا له بواسطة.

و روى ابنُ مسعود۶، قال: جاء رجل إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۷ فقال: احمِلني. فقال: ما أجد ما

1.. «ألف» : + و .

2.. «ب» : مكاسره و حقائقه .
و المَكسِر : الأصل . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۳۹ كسر .

3.. «ألف» : + لا .

4.. مسند الشهاب ، ج ۵ ، ص ۲۷۴ و ۳۵۷ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۴۷ ، ح ۲۸۰۹ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۷ ، ص ۲۷۵ ،ح ۴۲۹۶ . الكافي ، ج ۴ ، ص ۲۷ ، ح ۴ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۵۵ ، ح ۱۶۸ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۸۰ ، ح ۵۸۱۳ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، المقدّمة ؛ الخصال ، ص ۱۳۴ ، ح ۱۴۵ ؛ الاختصاص ، ص ۲۴۰ .

5.. «ألف» : ـ الدِّلِّيلي .

6.«ب» : + رضي اللّه‏ عنه .

7.. «ألف» : جاء رجل للنبي .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
212

و كان يختلف إليها و يزورها، فتكلّم المنافقون فيها! فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لأمير المؤمنين عليه‏السلام: خذ هذا السيف و انطلق، فإن وجدته عندها فاقتله. قال: فقلت: يا رسول اللّه‏، أكون في أمرك كالسِّكَّة المُحماة۱ أمضي لما أمرتني به، أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال عليه‏السلام: بل۲ الشاهد يرى ما لا يرى الغائب. قال: فأقبلتُ متوشّحا۳ بالسيف فوجدته عندها، فاخترطت۴ السيف، فلمّا أقبلت نحوه عرف أنّي اُريده، فأتى نخلةً فرقى إليها، ثمّ رمى بنفسه على قفاه، و شَغَرَ۵ برجليه۶، فإذا إنّه أجَبُّ۷أمسح۸ ما له ممّا للرجال قليل و لا كثير! فغَمدتُ السيفَ، و رجعتُ إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فأخبرته، فقال: الحمد للّه‏ الّذي صرف عنّا أهل البيت.۹

إن سأل۱۰ سائل فقال: كيف يأمر رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بالقتل على الظنّ و التهمة من غير حقيقة موجبة لذلك؟ فالجواب أنّه لم يأمر بقتله اتّهاما و ظنّةً، بلى كان قد تقدّم إليه بالامتناع من زيارة مارية، و ذكر أنّه كان من المعاهَدين۱۱، و المعاهَد إذا خالف كان ناقضا للعهد، و

1.. أحمى الحديدةَ و غيرها في النار : أسخنها ، والسكَّة : الحديدة الّتي يُحرث بها الأرض ، والسكّة المحماة بالفارسية : گاو آهن آب داده . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۹۷ حمو ؛ و ج ۱۰ ، ص ۴۴۱ (سكك) ؛ قاموس قرآن ، ج ۲ ، ص ۳۱۱ (خوار) .

2.. «ب» : ـ بل .

3.. تَوَشَّحَ الرجُلُ بثوبه و بسيفه : لَبِسَه ، و الرجُل يتوشَّح بحمائل سيفه فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى و تكون اليمنى مَكشوفةً . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۳۲ و ۶۳۳ وشح .

4.. اختَرَط السيفَ : سلَّه مِن غِمده . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۸۵ خرط .

5.. الشَّغر : الرفع . شَغَرَ الكلبُ : رفع إحدى رجليه ليبول ، و شَغَر المرأةَ و بها و أشغَرَها : رفع رجليها للنكاح . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۱۷ شغر .

6.. «ألف» : رجليه .

7.. الجَبّ : القطع . انظر : تاج العروس ، ج ۱ ، ص ۳۴۷ جبب .

8.. الأمسح : الأرسح ، وهو الذي لا عَجُز له . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۹۴ مسح ؛ ج ۲ ، ص ۴۴۹ (رسح) .

9.. الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۱ ، ص ۵۴ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۳۳۸ ، ح ۲۷ ؛ دلائل الإمامة ، ص ۳۸۷ ؛ المناقب لابن شهرآشوب ، ج ۲ ، ص ۶۵ مع اختلاف في اللفظ .

10.. «ألف» : يسأل .

11.. المعاهَد : من كان بينك و بينه عهد ، و أكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمّة . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۱۳ عهد .

تعداد بازدید : 4112
صفحه از 503
پرینت  ارسال به