الهوى فيما يتخيّل له و يتصوّر من الباطل بصورة الحقّ عنده.
و فائدة الأحاديث: التقدّم بالنصيحة الشافية و الموعظة الكافية، و الأمر بالمحافظة على العلم، و ملازمة الصدق، و ضبط النفس، و الإقبال على العبادة، و فطام النفس عن رضاع البغي و الاستطالة، و تجنّب المنّ و التكبّر و التفاخر و ادّخار الخير و السرف۱ و اتّباع الهوى المضلّ.
و راويها: جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهالسلام، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله وسلم في وصيّته إليه.
۵۶.قوله صلىاللهعليهوآله: السَّعيدُ مَن وُعِظَ بغَيرِه، وَ الشَّقيُّ مَن شَقِيَ في بَطنِ اُمِّه.۲
«السعادة»: شمول۳ الفيض الإلهي للإنسان۴، و إعانته له على درك الخير، و قد سَعِدَ يَسعَد سَعادةً فهو سعيد، مثل سلِم سلامةً فهو سليم، و سُعِدَ فهو مسعود. و «الوعظ»: الزجر مع ضرب من التحذير. و قال الخليل رحمهالله: «هو التذكير بما يَرقّ له القلب من الخير».۵
و «الشَّقاوة»: ضدّ السعادة، و قد شَقِيَ شِقوةً و شَقاوةً، و كسر الشين في الشقاوة لغة، و إنّما لم تُقلب الواو في الشقاوة همزةً لأنّه بُني على التأنيث في أوّل وضعه، و مثل ذلك النهاية، فلم تكن الواو و الياء حرفي إعرابٍ، و لو كان قد بني على التذكير في أوّل الوضع لكان مهموزا كالصلاءة و العباءة و الغطاءة۶ ؛ لأنّها ما اُعِلَّ أوّلاً، ثمّ اُدخلت الهاء عليه.