181
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

۴۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الزِّنا يُورِثُ الفَقرَ.۱

هذا الحديث لم يكن في نسخة القاضي.

«الزِّنا»: وطؤ المرأة من غير تقدُّم عقد شرعيّ، و قد يُمَدّ، فإذا مُدّ احتمل أن يكون من باب المفاعلة. و«الفقر»: صِفْر۲ ذات اليد، يقال افتقر فهو مفتقر و فقير، و لا يقال فَقرَ، و يقتضيه القياس، و قيل: الفقير أصله: المكسور الفَقَار۳. و فَقَرَتْه الفاقرة أي الداهية الّتي تكسر الفقار.

حذّر صلى‏الله‏عليه‏و‏آله من الزنا، و أعلَمَ أنّه يورث الفقر، و يحتمل الحديث وجهين:

أحدهما: أنّ الزاني بعرض إنفاق الأموال۴ و نَزْف۵ ما يقدر عليه من استغواء النساء و خداعهنّ، فما أسرع ما يسرع في حاله، و ينقص من ماله، و تَصفَر ذات يده عن مُطرفه۶ و مُتلَده.۷

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۷۳ ، ح ۶۶ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۶ ، ص ۴۳۲ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۳۴ ، ح ۴۵۹۱ ؛ العهودالمحمّدية ، ص ۸۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۵ ، ص ۳۱۳ ، ح ۱۲۹۸۹ . الكافي ، ج ۵ ، ص ۵۴۱ ، ح ۳ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۲۰ ، ح ۴۹۷۸ ؛ روضة الواعظين ، ص ۴۵۵ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۲۲۹ .

2.. الصِّفْر و الصَّفر و الصُّفر : الشيء الخالي . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۶۱ صفر .

3.. قال في التهذيب : الفقير معناه المفقور الّذي نُزعتْ فِقَره من ظَهره فانقطع صُلبه من شدّة الفقر . و الفِقْرة و الفَقْرة و الفَقَارة واحدة فَقار الظَّهر ، و هو ما انتضد من عظام الصُّلب من لدن الكاهل إلى العَجْب ، و الجمع فِقَر و فَقار ، و قيل في الجمع : فِقْرات و فِقرات و فِقِرات . قال أبو الهيثم : للإنسان أربع و عشرون فَقارةً و أربع و عشرون ضلعا ، ستّ فقارات في العنق . . . . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۶۰ فقر .

4.. «ب» : المال .

5.. النزف : نزح الماء من البئر أو النهر شيئا بعد شيء . كتاب العين ، ج ۷ ، ص ۳۷۳ نزف .
نَزَفه الدم إذا خرج منه كثيرا حتى يضعف . و النُّزف : الضعف الحادث عن ذلك ، و نَزَفه الدم و الفَرَقُ : زال عقلُه . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۳۳۶ (نزف) .
و يمكن أن يقرأ في «ألف» : «ترف» . و التَّرَف : التنعُّم . لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۷ (ترف) .
و المُترف و المتنعّم : المتوسّع في مَلاذّ الدنيا و شهواتها . مجمع البحرين ، ج ۵ ، ص ۳۰ (ترف) .

6.. فَرَسٌ مطَرَّف : خالفَ لونُ رأسه و ذنبه سائر لونه ... و المِطْرَف و المُطرَف : واحد المطارف و هي أردية من خزٍّ مربَّعة لها أعلام ، و قيل : ثوب مربَّع من خزٍّ لها أعلام . لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۱۷ و ۲۲۰ طرف .

7.. المُتلَد : ما وُلد عندك من مالك أو نُتج . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۹۹ تلد .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
180

فكانوا إذا مات لهم ميّت يعلّلون أنفسهم بالأباطيل و المحال وَ يؤبِّنونه۱ بالأكاذيب ؛ و ذلك لذهابهم بأنفسهم، و تجاوزهم الحدّ الّذي لهم، و ضلالتهم۲ عن قصد السبيل.

و روى أبو هريرة عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال: هذه النوائح يُجعلن۳ يوم القيامة صَفَّين، فيَنبحن۴كما تنبح الكلاب۵.۶

و قال عليه‏السلام: تُخرَج النائحة من قبرها شعثاء غبراء، عليها جلباب من لعنة و درع، واضعةً يدها على رأسها تقول۷: واويلاه! و ملك يقول: آمين. ثمّ يكون من ذلك حظّها النار.۸

و لَعَنَ۹صلى‏الله‏عليه‏و‏آله النائحة و المستمعة، /۳۷/ و الحالقة و الصالقة، و الواشمة و المستوشمة،۱۰ و السلتاء و المرهاء.۱۱

و فائدة الحديث: النهي عن النياحة و الكذبِ فيها، و بيان أنّها من أعمال الّذين لا يؤمنون باللّه‏ و اليوم الآخر.

و هذا الحديث من أوّل قوله عليه‏السلام: «الشباب شعبة من الجنون» إلى هاهنا۱۲ و بعده: «السعيد مَن وَعَظ بغيره»، و «الشقيّ مَن شَقِيَ في بطن اُمّه» متّصل من خطبة رواها زيد بن خالد.

1.. «ألف» : يؤنِّبونه . و التأبين : مدح الميّت عند مرئيته . كتاب العين ، ج ۸ ، ص ۳۸۳ أبن .

2.. «ب» : ضلالهم .

3.. «ألف» : تجعل .

4.. النَّبْح : صوت الكلب ، نَبَحَ الكلبُ و الظَّبي و التيس و الحَيَّة . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۰۹ نبح .

5.. «ب» : «ينبح الكلب» ، خلافا للمصادر .

6.. الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۹۹ ، ح ۳۲۴۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۶۰۸ ، ح ۴۲۴۱۶ ؛ فيض القدير ، ج ۳ ، ص ۳۰۲ معاختلاف في اللفظ .

7.. «ب» : بقول .

8.. راجع : الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳ ، ح ۴۹۶۸ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۴۲۲ ، ح ۱ ؛ مجموعة ورّام ، ج ۲ ، ص ۲۵۶ .

9.. «ألف» : قال .

10.. «ألف» : و الواثمة و المستوثمة .

11.. راجع : مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۶۵ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۶۵ ، ح ۳۲۱۸ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۶۳ ؛ عمدةالقاري ، ج ۸ ، ص ۸۵ .

12.. «ألف» : هنا .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3013
صفحه از 503
پرینت  ارسال به