فكانوا إذا مات لهم ميّت يعلّلون أنفسهم بالأباطيل و المحال وَ يؤبِّنونه۱ بالأكاذيب ؛ و ذلك لذهابهم بأنفسهم، و تجاوزهم الحدّ الّذي لهم، و ضلالتهم۲ عن قصد السبيل.
و روى أبو هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال: هذه النوائح يُجعلن۳ يوم القيامة صَفَّين، فيَنبحن۴كما تنبح الكلاب۵.۶
و قال عليهالسلام: تُخرَج النائحة من قبرها شعثاء غبراء، عليها جلباب من لعنة و درع، واضعةً يدها على رأسها تقول۷: واويلاه! و ملك يقول: آمين. ثمّ يكون من ذلك حظّها النار.۸
و لَعَنَ۹صلىاللهعليهوآله النائحة و المستمعة، /۳۷/ و الحالقة و الصالقة، و الواشمة و المستوشمة،۱۰ و السلتاء و المرهاء.۱۱
و فائدة الحديث: النهي عن النياحة و الكذبِ فيها، و بيان أنّها من أعمال الّذين لا يؤمنون باللّه و اليوم الآخر.
و هذا الحديث من أوّل قوله عليهالسلام: «الشباب شعبة من الجنون» إلى هاهنا۱۲ و بعده: «السعيد مَن وَعَظ بغيره»، و «الشقيّ مَن شَقِيَ في بطن اُمّه» متّصل من خطبة رواها زيد بن خالد.
1.. «ألف» : يؤنِّبونه . و التأبين : مدح الميّت عند مرئيته . كتاب العين ، ج ۸ ، ص ۳۸۳ أبن .
2.. «ب» : ضلالهم .
3.. «ألف» : تجعل .
4.. النَّبْح : صوت الكلب ، نَبَحَ الكلبُ و الظَّبي و التيس و الحَيَّة . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۰۹ نبح .
5.. «ب» : «ينبح الكلب» ، خلافا للمصادر .
6.. الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۹۹ ، ح ۳۲۴۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۶۰۸ ، ح ۴۲۴۱۶ ؛ فيض القدير ، ج ۳ ، ص ۳۰۲ معاختلاف في اللفظ .
7.. «ب» : بقول .
8.. راجع : الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳ ، ح ۴۹۶۸ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۴۲۲ ، ح ۱ ؛ مجموعة ورّام ، ج ۲ ، ص ۲۵۶ .
9.. «ألف» : قال .
10.. «ألف» : و الواثمة و المستوثمة .
11.. راجع : مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۶۵ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۶۵ ، ح ۳۲۱۸ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۶۳ ؛ عمدةالقاري ، ج ۸ ، ص ۸۵ .
12.. «ألف» : هنا .