171
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

جميع الخيرات و نظام سائر المبرّات.

روي عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال: أوَّلُ ما يوضَعُ في الميزانِ الخُلُقُ الحَسَنُ.۱

و روي عن عائشة أنّها سُئلتْ عن خُلق رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۲، فقالت: كان۳ خُلُقُه القرآنُ ؛ «خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ»۴.۵

و سئل عليه‏السلام: أيُّ الأعمال أفضل؟ فقال: حُسنُ الخُلُقِ.۶

و عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّكم لَن تَسَعُوا الناسَ بأموالِكم، فسَعُوهم بِبَسطِ الوَجهِ وَ حُسنِ الخُلُق.۷

و سُئل ابن المبارك عن حسن الخلق؟ فقال: بسط الوجه، و كفّ الأذى، و بذل الندى.۸

و فائدة الحديث: الأمر بتحسين /۳۳/ الأخلاق و حسن المعاشرة و تجنّب المعاسرة.

و راوي الحديث: النَّوّاس بن سِمعان.

۳۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الشَّبابُ شُعبَةٌ مِنَ الجُنُونِ.۹

«الشَّباب»: الحداثة، يقال: شَبَّ الغلامُ يَشِبُّ شَبابا و شبيبةً. و «الشُّعبة» أصلها: الغصن،

1.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۹۰ : المعجم الكبير للطبراني ، ج ۲۴ ، ص ۲۵۴ ؛ و ج ۲۵ ، ص ۷۳ ؛ الجامع الصغير ،ج ۱ ، ص ۴۳۳ ، ح ۲۸۲۳ .

2.. «ب» : خلق النبيّ .

3.. «ألف» : كانت .

4.. الأعراف ۷ : ۱۹۹ .

5.. مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۹۱ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۷۴ ، ح ۳۱۱ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۱ ، ص ۳۰ .

6.. المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱ ، ص ۱۸۰ ، ح ۴۶۸ .

7.. راجع : الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۰۳ ، ح ۱ ؛ عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ، ج ۱ ، ص ۵۸ ، ح ۲۰۴ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۹ ،ص ۶۵۵۱ ؛ الكامل ، ج ۴ ، ص ۱۶۳ ، ص ۹۸۳ .

8.. سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۴۵ ، ح ۲۰۷۳ .

9.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۶ ، ح ۵۵ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۶۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۳ ، ص ۱۸۰ ؛نصب الراية للزيلعي ، ج ۲ ، ص ۴۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۴۵ ، ح ۱۶۰۹ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۷ ، ح ۵۷۷۴ ؛ تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۲۰۳ ، ح ۱۵۹ ؛ الاختصاص ، ص ۳۴۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
170

بارّ و بَرٌّ، ثمّ يُستعمل في أعمال الخير كلّها ؛ و كأنّه على مَجاز أنّ الخيرات /۳۲/طاعات، و البِرَّ طاعة.

و «الخُلق»: السجيّة و الطبيعة، ثمّ يُستعمل في العادات الّتي يتعوّدها الإنسان من خير أو شرّ، و الخُلق ممّا يوصَف العبدُ بالقدرة عليه، و۱ لذلك يُمدح و يذمّ به ؛ يدلّ على ذلك قوله عليه‏السلام: خالِقِ الناسَ بخُلقٍ حَسَن.۲

و قوله عليه‏السلام: حَسِّنوا أملاءَكم،۳ أي أخلاقكم، الواحد مَلأٌ، فلو لا أنّه مِن مقدور العباد لَما حسُن هذا الأمر.

و روي عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه أخذ بيد عُقبة بن عامر و قال: أ لا اُخبِرُك بأفضَلِ أخلاقِ الدنيا و الآخرة؟ تَصِلُ مَن قَطَعَكَ، و تُعطي مَن حَرَمَك، و تَعفو عَمَّنْ ظَلَمَك.۴

و أمّا ما روي عنه عليه‏السلام: إنّ اللّه‏َ تعالى قَسَمَ أخلاقَكم كما قَسَمَ أرزاقَكم،۵ فالمعنى أنّه عالم بجُمَلها وتفاصيلها، فكأنّه قسمها بينهم.

و أمّا قوله عليه‏السلام في دعائه: اللّهمّ كما حَسَّنتَ خَلقي، فحَسِّن خُلُقي.۶ فمعناه التوفيق، و يجوز أن يريد به ما هو من خَلق اللّه‏ تعالى خاصّةً من ذلك.

و معنى الحديث: أنّه جعل عليه‏السلام حُسن الخلق هو البرّ كلّه ؛ و ذلك أنّ حُسن الخلق عنوان

1.. «ب» : ـ و .

2.. مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۳۶ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲۰ ، ص ۱۴۵ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۲۴ ، ص ۳۰۱ ؛ زاد المسير لابنالجوزي ، ج ۴ ، ص ۱۳۰ .

3.. تفسير مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۱۳۸ ؛ الصحاح للجوهري ، ج ۱ ، ص ۷۳ ملأ ؛ النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ، ج ۴ ، ص ۳۵۱ (ملأ) .

4.. المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۶۲ ؛ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ، ص ۲۲ ، ح ۱۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۷ ، ص ۲۶۹ ؛كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۷۶۶ ، ح ۸۶۹۴ .

5.. رواه ابن حجر في فتح الباري ، ج ۱۰ ، ص ۳۸۳ عن ابن مسعود .

6.. تحف العقول ، ص ۱۱ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۶۹ ؛ فتح الباري ، ج ۱۰ ، ص ۳۸۰ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۱۴۵ ، ح ۴۰۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3479
صفحه از 503
پرینت  ارسال به