153
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

تُسترضع الحمقاء.۱

و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: وُلدتُ في عبدِ مَناف، و اُرضعت في بني سعد، فأنّى يأتيني اللحن؟!۲

و هذه۳ إشارة إلى أنّ للرَّضاع تأثيرا، فكأنّه عليه‏السلام يأمر باستنجاب المرضعة و اختيارها صالحةً ستيرةً خيّرةً حميدةً۴ يَرتضخ۵ الولد منها الأخلاق الحسنة و الشمائل المحبوبة، و ينهى عن الاستعراض۶ في۷ ذلك ؛ و لئن۸ كان الصبيّ /۲۴/يتخلّق بأخلاق من يراه۹ و ينشأ عنده، و لعمري إنّه بالحريّ أن ينطبع۱۰ بطبع من يَستدرّ۱۱ حلابته فيتغذّى بها و تُمازِج أجزاؤه أجزاءَه، فالرَّضاع نَشؤٌ و زيادة.۱۲ و «الطباع» في كلامه عليه‏السلام على ما تعرفه العرب ؛ فأمّا الطباع الّذي يذكره أصحاب الطبائع و المتفلسفون فكلام رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عنه بمَعزِل.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ للرضاع تأثيرا في الرضيع۱۳، و الأمر باختيار المراضع و التأنُّق فيها.۱۴

1.. راجع : المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۱ ، ص ۲۷ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۷ ، ص ۴۶۴ .

2.. اُنظر : المعجم الكبير ، ج ۶ ، ص ۳۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۱۱ ، ح ۲۶۸۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۱ ، ص ۴۰۲ ، ح ۳۱۸۷۳ .

3.. «ألف» : هذا .

4.. «ألف» : جميلةً .

5.. «ألف» : يرتضع . و في هامش «ب» : يرتضخ أي يأخذ .
رَضَخَ له من ماله يَرضَخ رَضخا : أعطاه . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۹ رضخ .

6.. استعرضَه : سأله أن يَعرض عليه ما عنده ، و استَعرضتُه : قلت له : اِعرِض عَلَيَّ ما عندك . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۷۰ عرض .

7.. «ألف» : عن .

8.. «ألف» : إن .

9.. «ألف» : براه .

10.. «ب» : يتطبّع .

11.. استدرّ اللبنُ و الدمعُ و نحوهما : كثُر ، و استَدَرَّ الحَلوبةَ : طلب دَرَّها أي كثرتها . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۷۹ و ۲۸۰ درر .

12.. «ألف» : زادة .

13.. «ألف» : المرضع .

14.. «ألف» : التأثق منها .
تأنَّق في اُموره : تجوَّد و جاء فيها بالعَجَب . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۰ أنق .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
152

و فائدة الحديث: الأمر بالسلام، و الحثّ عليه، و تقديمه على الكلام، و احتياط الأدب به.۱

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏ رضى‏الله‏عنه.

۲۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الرَّضاعُ تُغَيِّرُ الطِّباعَ.۲

«الرَّضاع» مصدر رَضِعَ الصبيُّ أُمَّه رَضاعا مثل سَمِع سَماعا. و الرَّضاعة: الاسم من الإرضاع، و قد تُكسر تقول: هو أخي من الرضاعة. و «الطِّباع» و الطبع و الطبيعة واحد، و هي عبارة عن سجيّة النفس الّتي جُبِل عليها الإنسان، و أصله من طَبَعتُ السيفَ و الدرهم أي عَمِلتهما.۳

و معنى الحديث: أنّ المولود ربّما۴ ينطبع۵ على أخلاق المرضعة، و كيف لا و هو يَنمي۶ جزءا فجزءا على ما يَتغذّى۷ به من الأجزاء الّتي يستحلبها۸ منها، و ربّما غيّرت الرضاعة الخَلق فضلاً عن الخُلق.

و في كلامهم: أنّ استرضاع السوداء يذهب بزرقة۹ عين المولود.۱۰ و لذلك نهى عليه‏السلام أن

1.. «ألف» : ـ و فائدة الحديث . . . احتياط الأدب به .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۶ ، ح ۳۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۴ ، ح ۴۵۲۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۲۷۰ ، ح ۱۵۶۵۳ .قرب الإسناد ، ص ۹۳ ، ح ۳۱۲ عن الإمام عليّ عليه‏السلام ؛ و عنه في وسائل الشيعة ، ج ۲۱ ، ص ۴۶۸ ، ح ۲۷۶۰۵ ؛ و بحار الأنوار ، ج ۱۰۰ ، ص ۳۲۳ ، ح ۱۰ .

3.. «ب» : عملتها .

4.. «ألف» : إنّما .

5.. «ب» : يتطبّع .

6.. «ألف» : سمن .
و نَمى يَنمي ـ بكسر الميم ـ نما هذا هو الشائع في كلام العرب الخُلَّص في الفَصاحة و قد يجيء مِن باب نَما يَنمو ، و هذا هو الشائع على ألسنة المتأخّرين و أسلات أقلامهم خلافا للمتقدّمين ، و كلا الاستعمالين صحيح .

7.. «ألف» : يتغدّي .

8.. «ألف» : يستجلبها .

9.. «ألف» : زرقه .

10.. لم نعثر عليه .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3265
صفحه از 503
پرینت  ارسال به