و فائدة الحديث: الأمر بالسلام، و الحثّ عليه، و تقديمه على الكلام، و احتياط الأدب به.۱
و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه رضىاللهعنه.
۲۳.قوله صلىاللهعليهوآله: الرَّضاعُ تُغَيِّرُ الطِّباعَ.۲
«الرَّضاع» مصدر رَضِعَ الصبيُّ أُمَّه رَضاعا مثل سَمِع سَماعا. و الرَّضاعة: الاسم من الإرضاع، و قد تُكسر تقول: هو أخي من الرضاعة. و «الطِّباع» و الطبع و الطبيعة واحد، و هي عبارة عن سجيّة النفس الّتي جُبِل عليها الإنسان، و أصله من طَبَعتُ السيفَ و الدرهم أي عَمِلتهما.۳
و معنى الحديث: أنّ المولود ربّما۴ ينطبع۵ على أخلاق المرضعة، و كيف لا و هو يَنمي۶ جزءا فجزءا على ما يَتغذّى۷ به من الأجزاء الّتي يستحلبها۸ منها، و ربّما غيّرت الرضاعة الخَلق فضلاً عن الخُلق.
و في كلامهم: أنّ استرضاع السوداء يذهب بزرقة۹ عين المولود.۱۰ و لذلك نهى عليهالسلام أن
1.. «ألف» : ـ و فائدة الحديث . . . احتياط الأدب به .
2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۶ ، ح ۳۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۴ ، ح ۴۵۲۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۲۷۰ ، ح ۱۵۶۵۳ .قرب الإسناد ، ص ۹۳ ، ح ۳۱۲ عن الإمام عليّ عليهالسلام ؛ و عنه في وسائل الشيعة ، ج ۲۱ ، ص ۴۶۸ ، ح ۲۷۶۰۵ ؛ و بحار الأنوار ، ج ۱۰۰ ، ص ۳۲۳ ، ح ۱۰ .
3.. «ب» : عملتها .
4.. «ألف» : إنّما .
5.. «ب» : يتطبّع .
6.. «ألف» : سمن .
و نَمى يَنمي ـ بكسر الميم ـ نما هذا هو الشائع في كلام العرب الخُلَّص في الفَصاحة و قد يجيء مِن باب نَما يَنمو ، و هذا هو الشائع على ألسنة المتأخّرين و أسلات أقلامهم خلافا للمتقدّمين ، و كلا الاستعمالين صحيح .
7.. «ألف» : يتغدّي .
8.. «ألف» : يستجلبها .
9.. «ألف» : زرقه .
10.. لم نعثر عليه .