125
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود رضى‏الله‏عنه.

۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الأمانَةُ غِنًى.۱

«الأمانة» مصدر أَمُنَ إذا صار أمينا، فكأنّه عليه‏السلام يقول: «الأمانة نوع من أنواع الغنى و۲ سبب من أسبابه» من حيث إنّ الأمين الّذي يعتمده الناس و يفزعون إليه في معاملاتهم۳ و أحوالهم يَشيع ذِكره، و يَذيع شكره، فيُرغب في معاملته، فتَكثر بذلك عوائده، و تتواصل فوائده، فيستغني ؛ على أنّ بركة اللّه‏ تعالى۴ على الأمين أكثر من ذلك كلّه ؛ /۱۰/فإنّه إذا وجده أمينا بارك فيه، و ثمّر ماله، و رقّح۵ حاله، و وفّق له ؛ و إذا وجده خائنا أسلمه و خذله و أقلّه و أذلّه.

و فائدة الحديث: الأمر بالأمانة، و تحرّي الصيانة، و اجتناب الخيانة ؛ على موجَب الديانة.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.۶

۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الدِّينُ النَّصيحَةُ.۷

قد روى تَميمٌ الداريُّ عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال: الدين النصيحة ـ ثلاث مرّات ـ فقيل: لمن يا

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۴ ، ح ۱۶ ؛ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ، ص ۹۲ ، ح ۲۸۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۷۶ ،ح ۳۰۸۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۶۰ ، ح ۵۴۹۲ . ثواب الأعمال ، ص ۱۰۲ ؛ مجموعة ورّام ، ج ۱ ، ص ۱۲ .

2.. «ألف» : أو .

3.. «ب» : معاملتهم .

4.. «ألف» : ـ تعالى .

5.. «ألف» : رفّح .
و الترقيح و الترقُّح : إصلاح المعيشة ، و يقال : إنّه لَيُرَقِّحُ معيشتَه أي يُصلحها . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۵۱ رقح .
و قال ابن الأثير : و في الحديث : كان إذا رفَّح إنسانا قال : بارَكَ اللّه‏ُ عليك . أراد رَفَّأَ ، أي دعا له بالرِّفاء ، فأبدل الهمزةَ حاءً ، و بعضهم يقول : رقَّح ، بالقاف . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۵۱ (رفح) .

6.. «ألف» : ـ رضى اللّه‏ عنه .

7.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۴ و ۴۵ ، ح ۱۷ ـ ۱۹ ؛ كتاب المسند للشافعي ، ص ۲۳۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۵۱ ؛ و ج ۴ ، ص ۱۰۲ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۱۱ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۴۷ ، ح ۱۱۵ ؛ روضة الواعظين ، ص ۴۲۴ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۳ ، ص ۳۲۷ ، ح ۱۵۴۹۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
124

موته بشهر تاب اللّه‏ عليه.۱ ثمّ قال: إنّ الشهر كثير ؛ من تاب قبل موته بجُمْعةٍ تاب اللّه‏ عليه. ثمّ قال: إنّ الجمعة لكثير ؛ من تاب قبل موته بيوم تاب اللّه‏ عليه. ثمّ قال: إنّ اليوم لكثير ؛ من تاب قبل موته۲ بساعة تاب اللّه‏ عليه. ثمّ قال: إنّ الساعة لكثير ؛ من تاب قبل أن يُغَرغِرَ تاب اللّه‏ عليه.۳

و عن ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه قال: في السماء باب للتوبة۴ يقال له «المِشريق»، و قد رُدّ حتّى ما بقي۵ إلاّ شَرَقه۶.

قال ثعلب: الشَّرَق: الضوء [الذي۷] يدخل من شقّ الباب.۸

و قال النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۹: إذا اقشَعرّ جسدُ الإنسانِ مِن خشيةِ اللّه‏ تَحاتَّتْ عنه ذنوبُه كما يَتحاتُّ عن الشجرِ اليابسةِ ورقُها.۱۰

فالندم أصل التوبة الّتي لها هذه /۱۲/ الرتبة.

و فائدة الحديث: الحثّ على استشعار الندم المستدام، و الإقلاع الصحيح عن الذنب ؛ فإنّ المعصية إذا تعقّبها الندم على ما مضى منها أوشك۱۱ أن يوافقها الاجتناب فيما بقي، فكانت توبةً مستجمعةً للشرائط.

1.. المصادر السالفة .

2.. «ب» : ـ «بيوم تاب اللّه‏ عليه ، ثم قال : إنّ اليوم لكثير ، من تاب قبل موته» .

3.. ورد الحديث بتمامه في : مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۰۶ ؛ بغية الباحث ، ص ۸۰ ؛ تفسير مجمع البيان ، ج ۳ ، ص ۴۳ .

4.. «ألف» : + و .

5.. «ب» : «يقي» خلافا للمصادر .

6.. «ألف» : «شرقة» خلافا للمصادر .

7.. أضفناه من أكثر المصادر .

8.. نقله ابن الأثير في النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۶۴ شرق .

9.. «ب» : صلّى اللّه‏ عليه و سلّم .

10.. تفسير الثعلبي ، ج ۸ ، ص ۲۳۲ ؛ تفسير البغوي ، ج ۴ ، ص ۷۶ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۴ ، ص ۲۷۵ في كلّها مع اختلاف يسير فياللفظ .

11.. «ألف» : أوضح شدّ!

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3302
صفحه از 503
پرینت  ارسال به