وإنَّما تَحِقُّ العِبادَةُ لِخالِقِها، وخالِقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ، وكانَ مَا احتَجَّ بِهِ عَلى قَومِهِ مِمّا ألهَمَهُ اللّهُ عَزَّوجَلَّ وآتاهُ كَما قالَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ: «وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَهَآ إِبْرَ هِيمَ عَلَى قَوْمِهِى»۱ فَقالَ المَأمونُ: للّهِ دَرُّكَ يَابنَ رَسولِ اللّهِ!۲.
۵ / ۲
نَماذِجُ مِن حِواراتِ خاتَمِ الأَنبِياءِ
۱۴۴.الإمام الصادق عليهالسلام: لَقَد حَدَّثَني أبي الباقِرُ عليهالسلام، عَن جَدّي عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ، عَن أبيهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ سَيِّدِالشُّهَداءِ، عَن أبيهِ أميرِالمُؤمِنينَ عليهمالسلام أنَّهُ اجتَمَعَ يَوما عِندَ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله أهلُ خَمسَةِ أديانٍ: اليَهودُ، وَالنَّصارى، وَالدَّهرِيَّةُ، وَالثَّنَوِيَّةُ، ومُشرِكُو العَرَبِ.
فَقالَتِ اليَهودُ: نَحنُ نَقولُ: عُزَيرٌ ابنُ اللّهِ، وقَد جِئناكَ يا مُحَمَّدُ ! لِنَنظُرَ ما تَقولُ ؟ فَإِنِ اتَّبَعتَنا فَنَحنُ أسبَقُ إلَى الصَّوابِ مِنكَ وأفضَلُ، وإن خالَفتَنا خَصَمناكَ.
وقالَتِ النَّصارى: نَحنُ نَقولُ: إنَّ المَسيحَ ابنُ اللّهِ، اِتَّحَدَ بِهِ، وقَد جِئناكَ لِنَنظُرَ ما تَقولُ، فَإِنِ اتَّبَعتَنا فَنَحنُ أسبَقُ إلَى الصَّوابِ مِنكَ