49
الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة

لَعَلَّكُم تَحِلّونَ حَراما وتُحَرِّمونَ حَلالاً ولا تَدرونَ، إنَّما يَتَكَلَّمُ في كِتابِ اللّه‏ِ مَن يَعرِفُ حَلالَ اللّه‏ِ وحَرامَهُ. قَالوا لَهُ: أتُريدُ أن تَكونَ مُرجِئَةً ؟ قالَ لَهُم أبي: لَقَد عَلِمتُم وَيحَكُم ما أنا بِمُرجِئِيٍّ، ولكِنّي اُقَرِّبُكُم إلَى الحَقِّ.۱

۲ / ۳

الاِهتِمامُ بِالمَجهولاتِ

۱۹.الإمام عليّ عليه‏السلام: إنَّ العالِمَ مَن عَرَفَ أنَّ ما يَعلَمُ فيما لايَعلَمُ قَليلٌ، فَعَدَّ نَفسَهُ بِذلِكَ جاهِلاً، فَازدادَ بِما عَرَفَ مِن ذلِكَ في طَلَبِ العِلمِ اجتِهادا، فَما يَزالُ لِلعِلمِ طالِبا، وفيهِ راغِبا، ولَهُ مُستَفيدا، ولِأَهلِهِ خاشِعا مُهتَمّا، ولِلصَّمتِ لازِما، وللخَطَأِ حاذِرا، ومِنهُ مُستَحيِيا. وإن وَرَدَ عَلَيهِ ما لا يَعرِفُ، لَم يُنكِر ذلِكَ لِما قَرَّرَ بِهِ نَفسَهُ مِنَ الجَهالَةِ.
وإنَّ الجاهِلَ مَن عَدَّ نَفسَهُ بِما جَهِلَ مِن مَعرِفَةِ العِلمِ عالِما، وبِرَأيِهِ مُكتَفِيا، فَما يَزالُ لِلعُلَماءِ مُباعِدا، وعَلَيهِم زارِيا، ولِمَن خالَفَهُ مُخَطِّئا، ولِما لَم يَعرِف مِنَ الاُمورِ مُضَلِّلاً، فَإِذا وَرَدَ عَلَيهِ مِنَ الاُمورِ ما لَم يَعرِفهُ، أنكَرَهُ وَكَذَّبَ بِه، وقالَ بِجَهالَتِهِ: ما أعرِفُ هذا وما أراهُ كانَ وما أظُنُّ أن يَكُونَ وأنّى كانَ ؟ وذلِكَ لِثِقَتِهِ بِرَأيِهِ، وقِلَّةِ مَعرِفَتِهِ بِجَهالَتِهِ، فَما يَنفَكُّ

1.الاُصول الستّة عشر أصل زيد الزرّاد : ۶۴ ، بحارالأنوار : ۲ / ۱۳۹ / ۵۹ وفيه «ولكن أمرتكمبالحقّ» .


الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
48

الحديث

۱۴.رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أعانَ عَلى خُصومَةٍ بِغَيرِ عِلمٍ، كانَ في سَخَطِ اللّه‏ِ حَتّى يَنزِ عَ۱.

۱۵.عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنَّ مِن خِيارِ اُمَّتي قَوما... يَتَّبِعونَ البُرهانَ۲.

۱۶.الإمام زين‏العابدين عليه‏السلام: إنَّ أهلَ البَصرَةِ كَتَبوا إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍ عليهماالسلام يَسأَلونَهُ عَنِ الصَّمَدِ. فَكَتَبَ إلَيهِم: بِسمِ اللّه‏ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، أمّا بَعدُ ؛ فَلا تَخوضوا فِي القُرآنِ، ولا تُجادِلوا فيهِ، ولا تَتَكَلَّموا فيهِ بِغَيرِ عِلمٍ، فَقَد سَمِعتُ جَدّي رَسولَ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يَقولُ: مَن قالَ فِي القُرآنِ بِغَيرِ عِلمٍ فَليَتَبَوَّأ مَقعَدُهُ مِنَ النّارِ۳.

۱۷.زرارة: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه‏السلام: ما حَقُّ اللّه‏ِ عَلَى العِبادِ ؟ قالَ: أن يَقولوا ما يَعلَمونَ، ويَقِفوا عِندَ مالا يَعلَمونَ۴.

۱۸.الإمام الصادق عليه‏السلام: إنَّ اُناسا دَخَلوا عَلى أبي ـ رَحمَةُ اللّه‏ِ عَلَيهِ ـ فَذَكروا لَهُ خُصومَتَهُم مَعَ النّاسِ، فَقالَ لَهُم: هَل تَعرِفونَ كِتابَ اللّه‏ِ، ما كانَ فيهِ ناسخٌ أو مَنسوخٌ ؟ قالوا: لا. فَقالَ لَهُم: وما يَحمِلُكُم عَلَى الخُصومَةِ!

1.السنن الكبرى : ۶ / ۱۳۶ / ۱۱۴۴۴ ، المستدرك على الصحيحين : ۴ / ۱۱۲ / ۷۰۵۱ وفيه «حقّ»بدل «علم» ، كنزالعمّال : ۱ / ۴۴۳ / ۱۹۱۴ .

2.حلية الأولياء : ۱/۱۶ .

3.التوحيد : ۹۰ / ۵ ، بحارالأنوار : ۳ / ۲۲۳ / ۱۴ .

4.الكافي : ۱ / ۴۳ / ۷ ، التوحيد : ۴۵۹ / ۲۷ وفيه «حجّة» بدل «حقّ» . راجع كتاب العقل والجهل :مايجب على الجاهل .

  • نام منبع :
    الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری شهری، با همکاری: رضا برنجکار
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1394
    نوبت چاپ :
    قم
تعداد بازدید : 8128
صفحه از 216
پرینت  ارسال به