45
الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة

الفصل الثاني

آدابُ الحِوارِ

۲ / ۱

النَّظَرُ إلَى القَولِ لا إلَى القائِلِ

الكتاب

«فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُو أُوْلَلءِكَ الَّذِينَ هَدَلهُمُ اللَّهُ وَ أُوْلَلءِكَ هُمْ أُوْلُواْ الْأَلْبَبِ»۱.

الحديث

۸.رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خُذِ الحِكمَةَ، ولا يَضُرُّكَ مِن أيِّ وِعاءٍ خَرَجَت۲.

1.الزمر : ۱۷ و ۱۸ .

2.الفردوس : ۲ / ۱۶۸ / ۲۸۴۱ .


الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
44

السِّنينَ وعِندَهُ مُؤمِنُ الطّاقِ، وَالمَجلِسُ غاصٌّ بِأَهلِهِ.
فَقالَ الشّارِي: وَدَدتُ أنّي رَأَيتُ رَجُلاً مِن أصحابِكَ اُكَلِّمُهُ. فَقالَ أبو عَبدِاللّه‏ِ عليه‏السلام لِمُؤمِنِ الطّاقِ: كَلِّمهُ يا مُحَمَّدُ. فَكَلَّمَهُ فَقَطَعَهُ سائِلاً ومُجيبا. فَقالَ الشّاري لِأَبي عَبدِاللّه‏ِ عليه‏السلام: ما ظَنَنتُ أنَّ في أصحابِكَ أحَدا يُحسِنُ هكَذا. فَقالَ أبو عَبدِاللّه‏ِ عليه‏السلام: إنَّ في أصحابي مَن هُوَ أكثَرُ مِن هذا. قالَ: فَأَعجَبَت مُؤمِنَ الطّاق نَفسُهُ، فَقالَ: يا سَيِّدي سَرَرتُكَ ؟ قالَ: واللّه‏ِ لَقَد سَرَرتَني، وَاللّه‏ِ لَقَد قَطَعتَهُ، وَاللّه‏ِ لَقَد حَصَرتَهُ، واللّه‏ِ ما قُلتَ مِنَ الحَقِّ حَرفا واحِدا ! قالَ: وكَيفَ ؟ قالَ: لِأَ نَّكَ تُكَلِّمُ عَلَى القِياسِ، وَالقِياسُ۱ لَيسَ مِن ديني۲.

۷.تصحيح الاعتقاد: رُوِيَ أنَّ الصّادِقَ عليه‏السلام نَهى رَجُلاً عَنِ الكَلامِ، وأمَرَ آخَرَ بِهِ، فَقالَ لَهُ بَعضُ أصحابِهِ: جُعِلتُ فِداكَ، نَهَيتَ فُلانا عَنِ الكَلامِ وأمَرتَ هذا بِهِ ! فَقالَ عليه‏السلام: هذا أبصَرُ بِالحُجَجِ وأرفَقُ مِنهُ۳.

1.القياس المنهيّ عنه في الأحاديث يُقسم إلى نوعين : أحدهما القياس الفقهيّ والعمليّ الذي يجري فيه تطبيق حكم شرعيّ من موضوع على موضوع آخر بسبب التشابه بين الموضوعين . والآخر هو القياس الاعتقاديّ الذي يتمّ فيه تشبيه وقياس اللّه‏ بمخلوقاته من أجل معرفته وبيان صفاته وإثبات صفات المخلوق للخالق . وقد بيّنت أحاديث متعدّدة أنّ اللّه‏ لايُعرف بالقياس ، ومن يصف اللّه‏ بالقياس فهو في التباس وضلالة راجع : نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۲ ، الكافي : ۱/۷۸ / ۳ و ص ۹۷ / ۵ ، التوحيد : ۴۷ / ۹ . استخدم عمران الصابيّ في حوار له مع الإمام الرضا عليه‏السلاماُسلوب قياس الخالق بالمخلوق معتبرا أنّ الخالق يتغيّر بخلقه للخلق ، فقال له الإمام الرضا عليه‏السلام : إنّ اللّه‏ لايتغيّر بخلقه للخلق (راجع : عيون أخبار الرضا عليه‏السلام : ۱ / ۱۷۱) .

2.رجال الكشّي : ۲ / ۴۲۹ / ۳۳۱ .

3.تصحيح الاعتقاد : ۷۱ .

  • نام منبع :
    الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری شهری، با همکاری: رضا برنجکار
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1394
    نوبت چاپ :
    قم
تعداد بازدید : 8107
صفحه از 216
پرینت  ارسال به