قالَ عَلِيُّ بنُ مَنصورٍ: وكانَ الشّامِيُّ ذَكِيَّ القَلبِ۱.
۵. يونس بن يعقوب: كُنتُ عِندَ أبي عَبدِاللّهِ عليهالسلام فَوَرَدَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ، فَقالَ: إنّي رَجُلٌ صاحِبُ كَلامٍ وفِقهٍ وفَرائِضَ، وقَد جِئتُ لِمُناظَرَةِ أصحابِكَ، فَقالَ أبو عَبدِاللّهِ عليهالسلام: كَلامُكَ مِن كَلامِ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله أو مِن عِندِكَ ؟ فَقالَ: مِن كَلامِ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله ومِن عِندي. فَقالَ أبو عَبدِاللّهِ عليهالسلام: فَأَنتَ إذا شَريكُ رَسولِ اللّهِ ؟ قالَ: لا، قالَ: فَسَمِعتَ الوَحيَ عَنِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ يُخبِرُكَ ؟ قالَ: لا، قالَ: فَتَجِبُ طاعَتُكَ كَما تَجِبُ طاعَةُ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله ؟ قالَ: لا.
فَالتَفَتَ أبو عَبدِاللّهِ عليهالسلام إلَيَّ فَقالَ: يا يونُسُ بنُ يَعقوبَ! هذا قَد خَصَمَ نَفسَهُ قَبلَ أن يَتَكَلَّمَ، ثُمَّ قالَ: يا يونُسُ! لَو كُنتَ تُحسِنُ الكَلامَ كَلَّمتَهُ، قالَ يونُسُ: فَيالَها مِن حَسرَةٍ، فَقُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ، إنّي سَمِعتُكَ تَنهى عَنِ الكَلامِ وتَقولُ: وَيلٌ لأَِصحابِ الكَلامِ يَقولونَ: هذا يَنقادُ وهذا لا يَنقادُ۲، وهذا يَنساقُ وهذا لا يَنساقُ۳، وهذا نَعقِلُهُ وهذا لا نَعقِلُهُ، فَقالَ أبو عَبدِاللّهِ عليهالسلام: إنَّما قُلتُ: فَوَيلٌ لَهُم إن تَرَكوا ما أقولُ وذَهَبوا إلى ما يُريدونَ۴.
1.رجال الكشّي : ۲ / ۵۵۴ / ۴۹۴ ، بحارالأنوار : ۴۷ / ۴۰۷ / ۱۱ .
2.إشارة إلى ما يقول أهل المناظرة في مجادلاتهم : سلَّمنا هذا ولكن لا نسلِّم ذلك الوافي .
3.«وهذاينساق، وهذا لاينساق» إشارة إلىقولهمللخصم: لهأنيقول كذا وليسلهأن يقولكذا الوافي .
4.أي : تركوا ما ثبت منّا وصحّ نقله عنّا من مسائل الدِّين ، وأخذوا بآرائهم فيها فنصروها بمثل هذهالمجادلات الوافي .