37
الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة

شَيءٍ إلاّ أجابَني فيهِ! فَقالَ أبو عَبدِاللّه‏ِ عليه‏السلام: يا حُمرانُ، سَلِ الشّامِيَّ فَما تَرَكَهُ يَكشِرُ.
فَقالَ الشّامِيُّ: اُريدُ يا أبا عَبدِاللّه‏ِ أُناظِرُكَ فِي العَرَبِيَّةِ، فَالتَفَتَ أبو عَبدِاللّه‏ِ عليه‏السلام فَقالَ: يا أبانَ بنَ تَغلِبَ ناظِرهُ، فَناظَرَهُ فَما تَرَكَ الشّامِيَّ يَكشِرُ.
فَقالَ: اُريد أن اُناظِرَكَ فِي الفِقهِ، فَقالَ أبو عَبدِاللّه‏ِ عليه‏السلام: يا زُرارَةُ ناظِرهُ، فَناظَرَهُ فَما تَرَكَ الشّامِيَّ يَكشِرُ.
قالَ: اُريدُ اُناظِرُكَ فِي الكَلامِ، قالَ: يا مُؤمِنَ الطّاقِ ناظِرهُ، فَناظَرَهُ فَسجلَ الكَلامُ بَينَهُما، ثُمَّ تَكَلَّمَ مُؤمِنُ الطّاقِ بِكَلامِهِ فَغَلَبَهُ بِهِ.
فَقالَ: اُريدُ أن اُناظِرَكَ فِي الاِستِطاعَةِ، فَقالَ لِلطَّيّارِ: كَلِّمهُ فيها، قالَ: فَكَلَّمَهُ، فَما تَرَكَهُ يَكشِرُ.
ثُمَّ قالَ: اُريدُ اُكَلِّمُكَ فِي التَّوحيدِ، فَقالَ لِهِشامِ بنِ سالِمٍ: كَلِّمهُ، فَسجلَ الكَلامُ بَينَهُما، ثُمَّ خَصَمَهُ هِشامٌ.
فَقالَ: اُريدُ أن أتَكَلَّمَ فِي الإِمامَةِ، فَقالَ لِهِشامِ بنِ الحَكَمِ: كَلِّمهُ يا أبَا الحَكَمِ، فَكَلَّمَهُ فَما تَرَكَهُ يَريمُ ولا يُحلي ولا يُمري، قالَ: فَبَقِيَ يَضحَكُ أبو عَبدِاللّه‏ِ عليه‏السلام حَتّى بَدَت نَواجِذُهُ.
فَقالَ الشّامِيُّ: كَأَنَّكَ أرَدتَ أن تُخبِرَني أنَّ في شيعَتِكَ مِثلَ هؤُلاءِ الرِّجالِ ؟ قالَ: هُوَ ذاكَ، ثُمَّ قالَ: يا أخَا أهلِ الشّامِ! أمّا حُمرانُ: فَحَزَقَكَ فَحِرتَ لَهُ، فَغَلَبَكَ بِلِسانِهِ، وسَأَلَكَ عَن حَرفٍ مِنَ الحَقِّ فَلَم تَعرِفهُ.


الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
36

وكَرِهتَ الخُصومَةَ ؟ فَقالَ: أمّا كَلامُ مِثلِكَ لِلنّاسِ فَلا نَكرَهُهُ، مَن إذا طارَ أحسَنَ أن يَقَعَ وإن وَقَعَ يُحسِنُ أن يَطيرَ، فَمَن كانَ هكَذا فَلا نَكرَهُ كَلامَهُ۱.

۳. عبدالأعلى: قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّه‏ِ عليه‏السلام: إنَّ النّاسَ يَعتِبونَ عَلَيَّ بِالكَلامِ وأنَا اُكَلِّمُ النّاسَ، فَقالَ: أمّا مِثلُكَ مَن يَقَعُ ثُمَّ يَطيرُ فَنَعَم، وأمّا مَن يَقَعُ ثُمَّ لا يَطيرُ فَلا۲.

۴. هشام بن سالم: كُنّا عِندَ أبي عَبدِاللّه‏ِ عليه‏السلام جَماعَةً مِن أصحابِهِ، فَوَرَدَ رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ فَاستَأذَنَ فَأَذِنَ لَهُ، فَلَمّا دَخَلَ سَلَّمَ، فَأَمَرَهُ أبو عَبدِاللّه‏ِ عليه‏السلام بِالجُلوسِ، ثُمَّ قالَ لَهُ: حاجَتُكَ أيُّهَا الرَّجُلُ ؟ قالَ: بَلَغَني أنَّكَ عالِمٌ بِكُلِّ ما تُسأَلُ عَنهُ، فَصِرتُ إلَيكَ لِأُناظِرَكَ.
فَقالَ أبو عَبدِاللّه‏ِ عليه‏السلام: في ماذا ؟ قالَ: فِي القُرآنِ وقَطعِهِ وإسكانِهِ وخَفضِهِ ونَصبِهِ ورَفعِهِ، فَقالَ أبو عَبدِاللّه‏ِ عليه‏السلام: يا حُمرانَ، دونَكَ الرَّجُلَ! فَقالَ الرَّجُلُ: إنَّما اُريدُكَ أنتَ لا حُمرانَ، فَقالَ أبو عَبدِاللّه‏ِ عليه‏السلام: إن غَلَبتَ حُمرانَ فَقَد غَلَبتَني.
فَأَقبَلَ الشّامِيُّ يَسأَلُ حُمرانَ حَتّى غَرِضَ۳ وحُمرانُ يُجيبُهُ، فَقالَ أبو عَبدِاللّه‏ِ عليه‏السلام: كَيفَ رَأَيتَ يا شامِيُّ ؟ قالَ: رَأَيتُهُ حاذِقا، ما سَأَلتُهُ عَن

1.رجال الكشّي : ۲ / ۶۳۸ / ۶۵۰ ، بحارالأنوار : ۲ / ۱۳۶ / ۳۹ .

2.رجال الكشّي : ۲ / ۶۱۰ / ۵۷۸ ، بحارالأنوار : ۷۳ / ۴۰۴ .

3.الغَرَضُ : الضجَر والملال لسان العرب : ۷ / ۱۹۴ . في «بحارالأنوار» : حتّى ضجر وملّ وعرض .

  • نام منبع :
    الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری شهری، با همکاری: رضا برنجکار
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1394
    نوبت چاپ :
    قم
تعداد بازدید : 10969
صفحه از 216
پرینت  ارسال به