وكَرِهتَ الخُصومَةَ ؟ فَقالَ: أمّا كَلامُ مِثلِكَ لِلنّاسِ فَلا نَكرَهُهُ، مَن إذا طارَ أحسَنَ أن يَقَعَ وإن وَقَعَ يُحسِنُ أن يَطيرَ، فَمَن كانَ هكَذا فَلا نَكرَهُ كَلامَهُ۱.
۳. عبدالأعلى: قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليهالسلام: إنَّ النّاسَ يَعتِبونَ عَلَيَّ بِالكَلامِ وأنَا اُكَلِّمُ النّاسَ، فَقالَ: أمّا مِثلُكَ مَن يَقَعُ ثُمَّ يَطيرُ فَنَعَم، وأمّا مَن يَقَعُ ثُمَّ لا يَطيرُ فَلا۲.
۴. هشام بن سالم: كُنّا عِندَ أبي عَبدِاللّهِ عليهالسلام جَماعَةً مِن أصحابِهِ، فَوَرَدَ رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ فَاستَأذَنَ فَأَذِنَ لَهُ، فَلَمّا دَخَلَ سَلَّمَ، فَأَمَرَهُ أبو عَبدِاللّهِ عليهالسلام بِالجُلوسِ، ثُمَّ قالَ لَهُ: حاجَتُكَ أيُّهَا الرَّجُلُ ؟ قالَ: بَلَغَني أنَّكَ عالِمٌ بِكُلِّ ما تُسأَلُ عَنهُ، فَصِرتُ إلَيكَ لِأُناظِرَكَ.
فَقالَ أبو عَبدِاللّهِ عليهالسلام: في ماذا ؟ قالَ: فِي القُرآنِ وقَطعِهِ وإسكانِهِ وخَفضِهِ ونَصبِهِ ورَفعِهِ، فَقالَ أبو عَبدِاللّهِ عليهالسلام: يا حُمرانَ، دونَكَ الرَّجُلَ! فَقالَ الرَّجُلُ: إنَّما اُريدُكَ أنتَ لا حُمرانَ، فَقالَ أبو عَبدِاللّهِ عليهالسلام: إن غَلَبتَ حُمرانَ فَقَد غَلَبتَني.
فَأَقبَلَ الشّامِيُّ يَسأَلُ حُمرانَ حَتّى غَرِضَ۳ وحُمرانُ يُجيبُهُ، فَقالَ أبو عَبدِاللّهِ عليهالسلام: كَيفَ رَأَيتَ يا شامِيُّ ؟ قالَ: رَأَيتُهُ حاذِقا، ما سَأَلتُهُ عَن