الفصل الأوّل
فَنُّ الحِوارِ
۱.أبو خالد الكابليّ: رَأَيتُ أبا جَعفَرٍ، صاحِبَالطّاقِ، وهُوَ قاعِدٌ فِي الرَّوضَةِ، قَد قَطَعَ أهلُ المَدينَةِ أزرارَهُ وهُوَ دائِبٌ يُجيبُهُم ويَسأَلونَهُ، فَدَنوتُ مِنهُ، فَقُلتُ: إنَّ أباعَبدِاللّهِ عليهالسلام نَهانا عَنِ الكَلامِ، فَقالَ: أمَرَكَ تَقولُ لي ؟ فَقُلتُ: لا، ولكِنَّهُ أمَرَني أن لا اُكَلِّمَ أحَدا. قالَ: فَاذهَب فَأَطِعهُ فيما أمَرَكَ.
فَدَخَلتُ عَلى أبي عَبدِاللّهِ عليهالسلام فَأَخبَرتُهُ بِقِصَّةِ صاحِبِ الطّاقِ وما قُلتُ لَهُ وقَولِهِ لي: «اِذهَب وأطِعهُ فيما أمَرَكَ».
فَتَبَسَّمَ أبو عَبدِاللّهِ عليهالسلام وقالَ: يا أبا خالِدٍ، إنَّ صاحِبَ الطّاقِ يُكَلِّمُ النّاسَ فَيَطيرُ ويَنقَضُّ، وأنتَ إن قَصّوكَ لَن تَطيرَ!۱
۲. الطيّار: قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليهالسلام: بَلَغَني أنَّكَ كَرِهتَ مِنّا مُناظَرَةَ النّاسِ،