33
الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة

أبناء البشريّة مع ربّهم ومع بعضهم الآخر ؟ !

وجواب الإسلام على هذا التساؤل هو: نعم. فإنّ ذخيرة اللّه‏ لإزالة الظلم والجناية وجميع الرذائل من المجتمع البشريّ، وتحقيق السلام والاستقرار والعدل، وكلّ المظاهر الجميلة في الحياة، هو المهديّ من آل محمّد صلوات اللّه‏ عليه وعلى آبائه الطاهرين. ولا شكَّ في أنّه سيغيّر مستقبل التاريخ، وسيكون السلام والاستقرار وتقارب القلوب من جملة بركات قيامه التي لا تُعدُّ ولا تُحصى.

وصف الإمام الصادق عليه‏السلام أيّام حكومته كالآتي:

«يُظهِرُ اللّه‏ُ تَعالى الحَقَّ وَالعَدلَ فِي البِلادِ، ويَجمَعُ اللّه‏ُ الكَلِمَةَ، ويُؤَلِّفُ اللّه‏ُ بَينَ قُلوبٍ مُختَلِفَةٍ»۱.

نأمل أن يكون القرن الجديد، قرن قيامه، وقرن إقامة العدل في العالم، وقرن وحدة كلمة أبناء البشريّة، وقرن وصول البشريّة إلى حضارة أمثل.

آمين ربّ العالمين

1.الكافي : ۱ / ۳۳۴ / ۲ .


الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
32

قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ»۱.

وقال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:

«وَ أَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِى فَضْلٍ فَضْلَهُو»۲.

وقال الإمام عليّ عليه‏السلام في كلمة شاملة:

«إنَّ اللّه‏َ يَبتَلي عِبادَهُ عِندَ الأَعمالِ السَّيِّئَةِ بِنَقصِ الثَّمَراتِ وحَبسِ البَرَكاتِ، وإغلاقِ خَزائِنِ الخَيراتِ، لِيَتوبَ تائِبٌ، ويُقلِعَ مُقلِعٌ، ويَتَذَكَّرَ مُتَذَكِّرٌ، ويَزدَجِرَ مُزدَجِرٌ، وقَد جَعَلَ اللّه‏ُ سُبحانَهُ الاستِغفارَ سَبَبا لِدُرورِ الرِّزقِ ورَحمَةِ الخَلقِ، فَقالَ:

«اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُو كَانَ غَفَّارًا»...»۳.

أمل البشريّة في السلام والاستقرار:

وآخر الكلام هو: هل إنّ أبناء البشريّة يستطيعون أن يأملوا بأن يأتي ذلك اليوم الذي تزول فيه جميع الصراعات من المجتمع البشريّ، ويسود السلام والاستقرار في العالم، وتتوصّل البشريّة إلى حضارة أفضل على أثر زوال جميع المفاسد في العالم كلّه، وارتباط بني الإنسان بربّهم ؟

وهل هناك من يستطيع اقتلاع جميع المفاسد من العالم كلّه، ويوائم

1.هود : ۵۲ .

2.هود : ۳ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۴۳ .

  • نام منبع :
    الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری شهری، با همکاری: رضا برنجکار
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1394
    نوبت چاپ :
    قم
تعداد بازدید : 8168
صفحه از 216
پرینت  ارسال به