وعلى هذا الأساس فإن كان قد ورد في الفصل الرابع تحت عنوان «الحوارات المذمومة» بشأن النهي عن الجدال في القرآن أو في آيات اللّه أو في الدِين، فذلك لا يُراد به النهي عن مطلق الجدال، وإنّما المراد ـ كما ورد في نصّ القرآن۱ ـ هو الجدل المقرون بإحدى آفات الحوار. وهذا يعني أنّ مثل هذه الحوارات لاتساعد على كشف الحقيقة، ولا تنطوي على أيّة فائدة، بل وإنّها مضرّة أيضا.
وعلى هذا المنوال يمكن تقسيم حوار الحضارات من وجهة نظر الإسلام على الأحكام الخمسة، وهي:
۱ ـ الحوارات الحاسمة والمصيريّة، واجبة.
۲ ـ الحوارات المفيدة، راجحة ومستحبّة.
۳ و ۴ ـ الحوارات المضرّة، وهي تنقسم إلى مكروهة ومحرّمة على قدر ضررها.
۵ ـ الحوارات غير المضرّة، مباحة.
أهمّ ملاحظة:
إنّ أهمّ نكتة تتعلّق بتسمية عام ۲۰۰۱ للميلاد باسم عام حوار الحضارات وإقراره في الاُمم المتّحدة هي: إلى أيّ حدّ سيؤدّي هذا الإجراء الإنسانيّ الجميل إلى تقليل التوتّر والصراعات على الصعيد العالميّ ؟