لأجل إثبات صحّة الآراء والمعتقدات.
يعرض الفصل الثاني من هذه الرسالة تبيان آراء الإسلام بشأن أفضل سبل الحوار تحت عنوان «آداب الحوار»، ويُعنى الفصل الثالث منها باستعراض الأساليب المغلوطة تحت عنوان «آفات الحوار».
آداب الحوار
في الفصل الثاني وردت آداب الحوار في سبعة بنود يمكن اختزالها إلى أربعة، وهي:
۱ ـ النظر إلى القول لا إلى القائل
في الحقيقة، هذا الأدب يمهِّد السبيل لسائر آداب الحوار. فإذا كان اعتبار و قيمة الكلام يُعطى لمن قال و ليس لما قال، فلا جدوى عندئذٍ من البحث في آداب وآفات الحوار، ولا فائدة من السعي لكشف الحقيقة.
وخلافا لتصوّر أكثر الناس، فإنّ الإسلام يجعل المعيار في قيمة الكلام هو الكلام نفسه لا قائله. في حين أنَّ التصوُّر الذي يحمله عوام الناس في قياس أهمّيَّة واعتبار الكلام هو الاقتدار الاقتصاديّ أو السياسيّ، وقد أشار الإمام عليّ عليهالسلام إلى هذا الحُكم السقيم بقوله:
«صَوابُ الرَّأيِ بِالدُّوَلِ يُقبلُ بِإِقبالِها ويُدبرُ بِإِدبارِها»۱.
«الدَّولَةُ تَرُدُّ خَطَأَ صاحِبِها صَوابا وصَوابَ ضِدِّهِ خَطاءً»۲.