23
الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة

بصفته ممثّلاً عن حضارةٍ ما. إذ لابدّ وأن يتمتَّع المحاور بالشروط اللازمة من الوجهة العلميّة والقدرة البيانيّة، وإتقان فنّ الحوار. ومن هنا فإنَّ الإسلام لايجيز لغير المتضلّعين بمعرفة الإسلام بمفهومه الصحيح والحقيقيّ، نَصب أنفسهم في موقع الدفاع عن الحضارة الإسلاميّة. فمن بعد الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله دأب الإمام الصادق ـ سادس الأئمَّة من أهل البيت عليهم‏السلام ـ على تربية وإعداد تلاميذ خاصّين للذود عن الإسلام الأصيل في مختلف حقول المعرفة. وستطّلعون على تفاصيل هذا الموضوع في نصوص الفصل الأوَّل من هذا الكتاب.

أساليب الحوار

ثمّ إنّ الاختصاص لايكفي لإنجاح حوار الحضارات ؛ بل إنَّ لاُسلوب الحوار أيضا أثره الحاسم والفاعل، وكلَّما كان اُسلوب الحوار أقوَم وأسلم قصرت المسافة لبلوغ الغايه‏المنشودة. أمّا الأساليب‏المغلوطة فهي تفضي بالحوار إلى طرق مسدودة.

توجيه القرآن الكريم في هذا المجال هو أنَّ المسلم ملزم عند مجادلة الآخرين باتّباع أفضل الأساليب ؛ فها هو القرآن يأمر الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بأن: «وَ جَدِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ»۱.

وفي مقابل ذلك، يحرّم الإسلام اتّباع الأساليب اللاّأخلاقيّة واللاّمنطقيّة

1.النحل : ۱۲۵ .


الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
22

«الاِستِبدادُ بِرَأيِكَ يُزِلُّكَ ويُهَوِّرُكَ فِي المَهاوي»۱.

«مَن جَهِلَ وُجوهَ الآراءِ أعيَتهُ الحِيَلُ»۲.

«مَنِ استَبَدَّ بِرَأيِهِ هَلَكَ»۳.

المسألة المهمَّة والجديرة بالالتفات ـ فيما يخصّ حوار الحضارات ـ هي أنَّه ليس مطلق الحوار وتضارب الآراء مفيدا ومؤثِّرا في تقليص الاختلافات والوصول إلى الحضارة الفضلى. بل إنّ الوصول إلى هذا الهدف، له شروط وأمامه عراقيل يتعلَّق بعضها بالمحاور وبعضها بمضمون الحوار، وبعضها الآخر باُسلوب ذلك الحوار.

والحقيقة هي أنّ السرَّ الكامن وراء إخفاق الحوارات في تاريخ البشريَّة يُعزى إلى عدم الالتفات إلى شروطها وعراقيلها. ومن هنا يتّضح بأنَّ توفير الظروف اللازمة للحوار وإزالة العراقيل التي تعترض سبيله تعدُّ من أكثر الإجراءات ضرورة لنجاح حوار الحضارات في القرن الواحد والعشرين.

ومن جملة الشروط الواجب توفّرها في هذا الحقل هي:

الاختصاص في فنّ الحوار

النكتة الاُولى في حوار الحضارات هي أنَّه لاينبغي لأيِّ شخص كان بأن يسمح لنفسه بالجلوس على كرسيّ الحوار مع الحضارات الاُخرى

1.غرر الحكم : ۱۵۱۰ .

2.غرر الحكم : ۷۸۶۵ .

3.نهج البلاغة : الحكمة ۱۶۱ .

  • نام منبع :
    الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری شهری، با همکاری: رضا برنجکار
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1394
    نوبت چاپ :
    قم
تعداد بازدید : 8124
صفحه از 216
پرینت  ارسال به