«الاِستِبدادُ بِرَأيِكَ يُزِلُّكَ ويُهَوِّرُكَ فِي المَهاوي»۱.
«مَن جَهِلَ وُجوهَ الآراءِ أعيَتهُ الحِيَلُ»۲.
«مَنِ استَبَدَّ بِرَأيِهِ هَلَكَ»۳.
المسألة المهمَّة والجديرة بالالتفات ـ فيما يخصّ حوار الحضارات ـ هي أنَّه ليس مطلق الحوار وتضارب الآراء مفيدا ومؤثِّرا في تقليص الاختلافات والوصول إلى الحضارة الفضلى. بل إنّ الوصول إلى هذا الهدف، له شروط وأمامه عراقيل يتعلَّق بعضها بالمحاور وبعضها بمضمون الحوار، وبعضها الآخر باُسلوب ذلك الحوار.
والحقيقة هي أنّ السرَّ الكامن وراء إخفاق الحوارات في تاريخ البشريَّة يُعزى إلى عدم الالتفات إلى شروطها وعراقيلها. ومن هنا يتّضح بأنَّ توفير الظروف اللازمة للحوار وإزالة العراقيل التي تعترض سبيله تعدُّ من أكثر الإجراءات ضرورة لنجاح حوار الحضارات في القرن الواحد والعشرين.
ومن جملة الشروط الواجب توفّرها في هذا الحقل هي:
الاختصاص في فنّ الحوار
النكتة الاُولى في حوار الحضارات هي أنَّه لاينبغي لأيِّ شخص كان بأن يسمح لنفسه بالجلوس على كرسيّ الحوار مع الحضارات الاُخرى