21
الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة

وقال عليه‏السلام في توجيه آخر نابع عن تبصّر:

«مَنِ استَقبَلَ وُجوهَ الآراءِ عَرَفَ مَواقِعَ الخَطَأِ»۱.

أضرار الامتناع عن الحوار

وبالإضافة إلى تأكيد الأئمَّة على تضارب الآراء من أجل التوصُّل إلى الفكر الصحيح، نجدهم حذَّروا أيضا بشدّة من مغبّة الاستبداد بالرأي والامتناع عن الحوار بهدف تصحيح الأفكار وتقويمها.

ونشير فيما يلي إلى نماذج من أقوالهم في هذا المضمار:

وصف الإمام عليّ عليه‏السلام من يتوقَّف على رأيه ويتجنّب الإصغاء إلى آراء الآخرين بعدم الأهليّة على التنظير، وذلك بقوله:

«لا رَأيَ لِمَنِ انفَرَدَ بِرَأيِه ِ»۲.

واعتبر في حكمة اُخرى له، الاستبداد بالرأي من المزالق الفكريّة، قائلاً:

«المُستَبِدُّ بِرَأيِه ِ مَوقوفٌ عَلى مَداحِضِ۳ الزَّلَلِ»۴.

وقال ضمن توجيهات اُخرى ساقها في وصف الجمود العقلي والاستبداد الفكريّ:

«المُستَبِدُّ مُتَهَوِّرٌ فِي الخَطَأِ وَالغَلَطِ»۵.

1.الكافي : ۸/۲۲/۴ ، الفقيه : ۴/۳۸۸/۵۸۳۴ ، خصائص‏الأئمّة عليهم‏السلام : ۱۱۰ ، نهج البلاغة: الحكمة ۱۷۳ .

2.كنزالفوائد : ۱ / ۳۶۷ ، بحارالأنوار : ۷۵ / ۱۰۵ / ۳۹ .

3.مداحض : جمع مدحضة ، وهي المزلَقة المعجم الوسيط : باب الدال ، مدحضة .

4.تنبيه الخواطر : ۲ / ۲۳۲ ، أعلام الدين : ۳۰۴ ، بحارالأنوار : ۷۵ / ۱۰۵ / ۴۱ .

5.غرر الحكم : ۱۲۰۸ .


الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
20

المجتمع البشري لبناء حضارة أفضل من خلال التأمُّل والبحث وتحاور الأفكار الحرّة.

يصرّح القرآن الكريم إنّ فلسفة بعثة الرسول الكريم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله هي تبيين رسالات اللّه‏ للناس، ليتفكّروا فيها ويؤمنوا بها عن تدبّر وتفكّر:

«وَ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ»۱.

وبعبارة اُخرى، إنّ فلسفة الدين ـ من وجهة نظر القرآن ـ هي تقديم منهج لتكامل الإنسان بالأفكار الحرّة. وهذا معناه أنَّ هذا الكتاب السماويّ على ثقة بأنَّ المدنيَّة الإسلاميّة متطابقة تماما مع الموازين الفطريّة والعقليّة. ولو أنَّ الباحثين درسوا بفكر حرٍّ ونظرة منصفة المناهج والنظريات التي قدّمتها مختلف الحضارات لحياة الإنسان، لاختاروا الإسلام كحضارة أفضل للبشر، وعلى هذا المبنى فقد أنبأ القرآن بأنَّ المدنيَّة الإسلاميّة هي التي ستسود العالم في مستقبل التاريخ.

التأكيد على تضارب الآراء

قال الإمام عليّ عليه‏السلام في الحثّ على تلاقح الأفكار ودوره في إزالة الاختلافات والوصول إلى الفكر الصحيح، مايذكر أدناه:

«اِضرِبوا بَعضَ الرَّأيِ بِبَعض ٍ يَتَوَلَّدُ مِنهُ الصَّوابُ»۲.

1.النحل : ۴۴ .

2.ميزان الحكمة : ۶۸۳۳ ؛ غرر الحكم : ۲۵۶۹ .

  • نام منبع :
    الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری شهری، با همکاری: رضا برنجکار
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1394
    نوبت چاپ :
    قم
تعداد بازدید : 8110
صفحه از 216
پرینت  ارسال به