ويَترُكُ هذَا الخَلقَ كُلَّهُم في حَيرَتِهِم وشَكِّهِم وَاختِلافِهِم، لا يُقيمُ لَهُم إماما يَرُدُّونَ إلَيهِ شَكَّهُم وحَيرَتَهُم، ويُقيمُ لَكَ إماما لِجَوارِحِكَ تَرُدُّ إلَيهِ حَيرَتَكَ وشَكَّكَ ؟! قالَ: فَسَكَتَ ولَم يَقُل لي شَيئا.
ثُمَّ التَفَتَ إلَيَّ فَقالَ لي: أنتَ هِشامُ بنُ الحَكَمِ ؟ فَقُلتُ: لا، قالَ: أمِن جُلَسائِهِ ؟ قُلتُ: لا،قالَ: فَمِن أينَ أنتَ ؟
[قالَ:] قُلتُ: مِن أهلِ الكوفَةِ.
قالَ: فَأَنتَ إذا هُوَ، ثُمَّ ضَمَّني إلَيهِ، وأقعَدَني في مَجلِسِهِ وزالَ عَن مَجلِسِهِ وما نَطَقَ حَتّى قُمتُ.
قالَ: فَضَحِكَ أبو عَبدِاللّهِ عليهالسلام وقالَ: يا هِشامُ، مَن عَلَّمَكَ هذا ؟
قُلتُ: شَيءٌ أخَذتُهُ مِنكَ وألَّفتُهُ.
فَقالَ: هذا وَاللّهِ مَكتوبٌ في صُحُفِ إبراهيمَ وموسى۱.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآله واجعل لنا يدا على من ظلمنا ولسانا على من خاصمنا،
وظفرا بمن عاندنا، ونعوذ بك من دعاء محجوب، ورجاء مكذوب، وحياء مسلوب،
واحتجاج مغلوب، ورأي غير مصيب.
وتقبل منّا بأحسن قبولك، يا مبدل السيئات بالحسنات ويا أرحم الرّاحمين.
۹ ربيع الأوّل ۱۴۲۱
۲۳ خرداد ۱۳۷۹
۱۲ / JUN / ۲۰۰۰