كثيرة ظاهرة التقليد في الاُصول الفكريّة الذي يُعدُّ في الحقيقة واحدا من الدعائم الأساسيّة في اختلاف الحضارات، ويعلن صراحة: «وَ لاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِى عِلْمٌ»۱.
وهذا الكلام يعني الامتثال لحكم العقل والفطرة لدى الإنسان الذي لايمكنه اتّباع نظرية ما وإرساء اُسُس حياته الفرديّة والاجتماعيّة وفقا لها ما لم يكن على علم ووعي بها.
وجاء في آية اُخرى:
«إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ»۲.
وليس المراد من الصمّ والبكم في هذه الآية الكريمة الفاقدين لحاسَّة السمع، أو الذين لا يستطيعون الكلام، و إنّما المراد اُولئك الذين ورد وصفهم بعبارة «لا يعقلون»، أي: الذين لايفكّرون في اختيار نهج الحياة، وهؤلاء أنفسهم وصفتهم آية اُخرى بالخصائص التالية:
«لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّيَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّيُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لاَّيَسْمَعُونَ بِهَا»۳.
وهكذا يريد الإسلام أن يفكّ أغلال التقليد الأعمى الذي يكبّل أيدي وأرجل فكر الناس، ويحرِّرهم من العبوديّة الفكريّة، ويمهّد السبل أمام