فَيَقولُ: رَبّي يَراني، وحَفَظَتي عَلَيَّ بِذلِكَ تَشهَدُ، وإنَّ اللّهَ بِرَأفَتِهِ ولُطفِهِ أيضا وَكَّلَهُم بِعِبادِهِ، يَذُبّونَ عَنهُم مَرَدَةَ الشَّيطانِ وهَوامَّ الأَرضِ، وآفاتٍ كَثيرَةً مِن حَيثُ لا يَرَونَ بِإِذنِ اللّهِ إلى أن يَجيءَ أمرُ اللّهُ عَزَّوجَلَّ.
قالَ: فَخَلَقَ الخَلقَ لِلرَّحمَةِ أم لِلعَذابِ ؟
قالَ: خَلَقَهُم لِلرَّحمَةِ، وكانَ في عِلمِهِ قَبلَ خَلقِهِ إيّاهُم، أنَّ قَوما مِنهُم يَصيرونَ إلى عَذابِهِ بِأَعمالِهِمُ الرَّديَّةِ وجَحدِهِم بِهِ.
قالَ: يُعَذِّبُ مَن أنكَرَ فَاستَوجَبَ عَذابَهُ بِإِنكارِهِ [مَن خَلَقَهُ] فَبِمَ يُعَذِّبُ مَن وَحَّدَهُ وعَرَفَهُ ؟
قالَ: يُعَذِّبُ المُنكِرَ لاِءِلهِيَّتِهِ عَذابَ الأَبَدِ، ويُعَذِّبُ المُقِرَّ بِهِ عَذابَ عُقوبَةٍ لِمَعصِيَتِهِ إيّاهُ فيما فَرَضَ عَلَيهِ، ثُمَّ يَخرُج، ولا يَظلِمُ رَبُّكَ أحَدا.
قالَ: فَبَينَ الكُفرِ والإِيمانِ مَنزِلَةٌ ؟
قالَ عليهالسلام: لا.
قالَ: فَمَا الإِيمانُ ومَا الكُفرُ ؟
قالَ عليهالسلام: الإِيمانُ: أن يُصَدِّقَ اللّهَ فيما غابَ عَنهُ عَن عَظَمَةِ اللّهِ، كَتَصديقِهِ بِما شاهَدَ مِن ذلِكَ وعايَنَ، وَالكُفرُ: الجُحودُ.
قالَ: فَمَا الشِّركُ ومَا الشَّكُّ ؟