15
الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة

بوجود الكثرة والتغيير، وهكذا فقد كان الجدل يمثّل عند زينون وسيلة لنقض آراء الطرف المقابل وإثبات آرائه عن طريق برهان الخُلف.

۲ ـ استخدم السوفسطائيّون الجدل في التغلّب في المحاكم القضائيّة واستحصال الأموال من الموكّلين.

۳ ـ استخدم سقراط الجدل كاُسلوب لنقض التعاريف الجزئيّة والسير باتّجاه وضع تعريف كلّي لمختلف المسائل. واستخدمه أفلاطون أيضا و إن كانت له عنده معانٍ اُخرى.

۴ ـ نظر أرسطو إلى الجدل باعتباره استدلالاً يقوم على أساس المشهودات والمسلّمات ؛ أي الآراء المتسالم عليها، و إثبات قضيّة ما عن طريق المفروضات، ولم يكن له كثير من الاعتبار عنده.

۵ ـ استُخدِم الجدل في القرون الوسطى بمعنى المنطق والأساليب المنطقيّة لإثبات القضايا الفلسفيّة.

۶ ـ ذهب فيخته وتبعه هيغل ثُمّ ماركس إلى القول بأنَّ الجدل أو الديالكتيك هو عبارة عن ظاهرة تتألّف من ثلاث مراحل هي: الفكرة، والنقيضة، والجميعة. وهم يعتقدون أنّ كلّ ما موجود في العالم هو بمثابة فكرة، وهذه الفكرة تولّد فكرة مناقضة أو نقيضة لها، ومن تفاعل الفكرتين تنشأ فكرة جديدة تؤلّف بينهما وهي ما تُسمّى بالجميعة. وهكذا عمَّموا ما يحصل عادة في المجادلات على العالم كلِّه۱.

1.راجع : William L. Reese, Dictionary of philosophy and Religion, p.p ۱۲۹ - ۱۳۰ .


الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
14

الحضارات۱ إلى الموازين العقليّة والأخلاقيّة، وفلسفة حوار الحضارات لا تعني شيئا غير ذلك. وبعبارة اُخرى: إنّ الهدف من حوار الحضارات هو التوصّل إلى فكر أفضل من أجل إيجاد حياة أفضل.

تاريخ حوار الحضارات

للجدل أو الديالكتيك۲ ماضٍ عريق في تاريخ الفلسفة وفي تاريخ الأديان والمذاهب، نشير إليه في ما يلي على النحو التالي:

الف ـ الحوار في الفلسفة

۱ ـ استخدمت كلمة الجدل لأوّل مرّة في الفلسفة من قبل زينون تلميذ برمنيدس. وكان برمنيدس ينكر وجود الكثرة والتغيير في عالم الوجود أساسا. وبما أنّ هذا الاعتقاد يتنافى مع البديهيّات الحسّيّة، فقد أصبح موضع سخريّة واستهزاء من قبل الناس. وانطلاقا من رغبة زينون في الدفاع عن اُستاذه، فقد اتّخذ الجدل كأسلوب لنقض آراء الناس القائلة

1.كما ويقال للمناظرة مماراة ؛ لأنّ كلّ واحد من‏المتناظرَيْن يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمتريالحالب‏اللبن من‏الضرع معجم مقاييس اللغة : ۵/۳۱۴ ، لسان العرب : ۱۵/۲۷۸ ، النهاية : ۴/۳۲۲ . وقال‏الجوهري : مراه حقّه ، أي : جحده(الصحاح : ۶/۲۴۹۱) .
فيتّضح من المعنى اللغوي للجدال والمراء أنّ علاقتهما علاقة عموم و خصوص مطلق . والمراء نوع خاصّ من الجدال يتّسم فيه الشخص بحالة من الشكّ والإنكار ؛ ولهذا فالمراء يتضمَّن جوانب سلبيّة كثيرة . ويستخدم المراء أحيانا بمعنى مطلق الجدال .
أمّا المكابرة فتعني النقاش بإنكار وعناد ورغبة في الغلبة . والمكابر هو من ينكر حقّ الطرف المقابل ويجحده ويرغب في التغلّب عليه مع علمه بأحقّيّته (تاج العروس : ۷ / ۴۳۴) .

2.(في اللغة اليونانيّة) Dialektos ، (في اللغة الإنجليزيّة) Dialectic .

  • نام منبع :
    الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری شهری، با همکاری: رضا برنجکار
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1394
    نوبت چاپ :
    قم
تعداد بازدید : 8154
صفحه از 216
پرینت  ارسال به