113
الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة

فَإِنَّهُ مِن عِندي.
ثُمَّ لا أدري ـ يا مُحَمَّدُ ! ـ إذا فَعَلتَ هذا كُلَّهُ اُؤمِنُ بِكَ أو لا اُؤمِنُ بِكَ، بَل لَو رَفَعتَنا إلَى السَّماءِ وفَتَحتَ أبوابَها وأدخَلتَناها لَقُلنا: إنَّما سَكَرَت أبصارُنا وسَحَرتَنا.
فَقالَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يا عَبدَاللّه‏! أبَقِيَ شَيءٌ مِن كَلامِكَ ؟ قالَ: يا مُحَمَّدُ ! أوَلَيسَ فيما أورَدتُهُ عَلَيكَ كِفايةٌ وبَلاغٌ ؟ ما بَقِيَ شَيءٌ فَقُل ما بَدا لَكَ، وأفصِح عَن نَفسِكَ إن كان لَكَ حُجَّةٌ وَأتِنا بِما سَألناكَ بِهِ.
فَقالَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اللّهُمَّ أنتَ السّامِعُ لِكُلِّ صَوتٍ وَالعالِمُ بِكُلِّ شَيءٍ، تَعلَمُ ما قالَهُ عِبادُكَ، فَأَنزَلَ اللّه‏ُ عَلَيهِ: يا مُحَمَّدُ «وَ قَالُواْ مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ» إلى قَولِهِ ـ: «رَجُلاً مَّسْحُورًا»۱ ثُمَّ قالَ اللّه‏ُ تَعالى: «انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً»۲، ثُمَّ قالَ [اللّه‏ُ]: يا مُحَمَّدُ «تَبَارَكَ الَّذِى إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَ لِكَ جَنَّتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ وَ يَجْعَل لَّكَ قُصُورَما»۳، وأنزَلَ عَلَيهِ: يا مُحَمَّدُ «فَلَعَلَّكَ تَارِكُم بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَ ضَآلءِقُم بِهِى صَدْرُكَ»۴ وأنزَلَ اللّه‏ُ عَلَيهِ: يا مُحَمَّدُ «وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِىَ الْأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ

1.الفرقان : ۷ و ۸ .

2.الإسراء : ۴۸ .

3.الفرقان : ۱۰ .

4.هود : ۱۲ .


الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
112

وإمّا عُروَةِ بنِ مَسعودٍ الثَّقَفِيِّ بِالطّائِفِ.
فَقالَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: هَل بَقِيَ مِن كَلامِكَ شَيءٌ يا عَبدَاللّه‏ِ ؟ فَقالَ: بَلى، لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّى تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبوعا بِمَكَّةَ هذِهِ، فَإِنّها ذاتُ أحجارٍ وَعِرَةٍ وجِبالٍ، تَكسَحُ أرضَها وتَحفِرُها، وتُجري فيهَا العُيونَ، فَإِنَّنا إلى ذلِكَ مُحتاجونَ، أو تَكونَ لَكَ جَنَّةٌ مِن نَخيلٍ وعِنَبٍ، فَتَأكُلَ مِنها وتُطعِمَنا، فَتُفَجِّرَ الأَنهارَ خِلالَها خِلالَ تِلكَ النَّخيلِ وَالأعنابِ ـ تَفجيرا أو تُسقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمتَ عَلَينا كِسَفا، فَإِنَّكَ قُلتَ لَنا: «وَ إِن يَرَوْاْ كِسْفًا مِّنَ السَّمَآءِ سَاقِطًا يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ»۱ فَلَعَلَّنا نَقولُ ذلِكَ.ثُمَّ قالَ: [ولَن نُؤمِنَ لَكَ] أو تَأتِيَ بِاللّه‏ِ وَالمَلائِكَةِ قَبيلاً، تَأتِي بِهِ وبِهِم وهُم لَنا مُقابِلونَ، أو يَكونَ لَكَ بَيتٌ مِن زُخرُفٍ تُعطينا مِنهُ، وتُغنينا بِهِ فَلَعَلَّنا نَطغى، فَإِنَّكَ قُلتَ لَنا: «كَلاَّ إِنَّ الاْءِنسَنَ لَيَطْغَى* أَن رَّءَاهُ اسْتَغْنَى»۲.
ثُمَّ قالَ: أو تَرقى فِي السَّماءِ أي تَصعَدَ فِي السَّماءِ ـ ولَن نُؤمِنَ لِرُقِيِّكَ أي لِصُعودِكَ ـ حَتّى تُنَزِّلَ عَلَينا كِتابا نَقَرأَهُ مِنَ اللّه‏ِ العَزيزِ الحَكيمِ إلى عَبدِاللّه‏ِ بنِ أبي اُمَيَّةَ المَخزومِيِّ ومَن مَعَهُ، بِأَن آمِنوا بِمُحَمَّدِ بنِ عَبدِاللّه‏ِ بنِ عَبدِالمُطَّلِبِ فَإِنَّهُ رَسولي، وصَدِّقوهُ في مَقالِهِ

1.الطور : ۴۴ .

2.العلق : ۶ و ۷ .

  • نام منبع :
    الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری شهری، با همکاری: رضا برنجکار
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1394
    نوبت چاپ :
    قم
تعداد بازدید : 9129
صفحه از 216
پرینت  ارسال به