فَإِنَّهُ مِن عِندي.
ثُمَّ لا أدري ـ يا مُحَمَّدُ ! ـ إذا فَعَلتَ هذا كُلَّهُ اُؤمِنُ بِكَ أو لا اُؤمِنُ بِكَ، بَل لَو رَفَعتَنا إلَى السَّماءِ وفَتَحتَ أبوابَها وأدخَلتَناها لَقُلنا: إنَّما سَكَرَت أبصارُنا وسَحَرتَنا.
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله: يا عَبدَاللّه! أبَقِيَ شَيءٌ مِن كَلامِكَ ؟ قالَ: يا مُحَمَّدُ ! أوَلَيسَ فيما أورَدتُهُ عَلَيكَ كِفايةٌ وبَلاغٌ ؟ ما بَقِيَ شَيءٌ فَقُل ما بَدا لَكَ، وأفصِح عَن نَفسِكَ إن كان لَكَ حُجَّةٌ وَأتِنا بِما سَألناكَ بِهِ.
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله: اللّهُمَّ أنتَ السّامِعُ لِكُلِّ صَوتٍ وَالعالِمُ بِكُلِّ شَيءٍ، تَعلَمُ ما قالَهُ عِبادُكَ، فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ: يا مُحَمَّدُ «وَ قَالُواْ مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ» إلى قَولِهِ ـ: «رَجُلاً مَّسْحُورًا»۱ ثُمَّ قالَ اللّهُ تَعالى: «انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً»۲، ثُمَّ قالَ [اللّهُ]: يا مُحَمَّدُ «تَبَارَكَ الَّذِى إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَ لِكَ جَنَّتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ وَ يَجْعَل لَّكَ قُصُورَما»۳، وأنزَلَ عَلَيهِ: يا مُحَمَّدُ «فَلَعَلَّكَ تَارِكُم بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَ ضَآلءِقُم بِهِى صَدْرُكَ»۴ وأنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ: يا مُحَمَّدُ «وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِىَ الْأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ