109
الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة

قالوا: نَعَم.
قالَ: فَإِن لَم تَأخُذوهُ ألَكُم أخذُ آخَرَ مِثلِهِ ؟ قالوا: لا، لِأَ نَّهُ لَم يَأذَن لَنا فِي الثّاني كَما أذِنَ فِي الأَوَّلِ.
قالَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: فَأَخبِروني، اللّه‏ُ أولى بِأَن لا يُتَقَدَّمَ عَلى مُلكِهِ بِغَيرِ أمرِهِ أو بَعضُ المَملوكينَ ؟
قالوا: بَلِ اللّه‏ُ أولى بِأَن لا يُتَصَرَّفُ في مُلكِهِ بِغَيرِ إذنِهِ.
قالَ: فَلِمَ فَعَلتُم ؟ ومَتى أمَرَكُم أن تَسجُدوا لِهذِهِ الصُّوَرِ ؟
قالَ: فَقالَ القَومُ: سَنَنظُرُ في اُمورِنا، وسَكَتوا.
وقالَ الصّادِقُ عليه‏السلام: فَوَالَّذي بَعَثَهُ بِالحَقِّ نَبِيّا ما أتَت عَلى جَماعَتِهِم إلاّ ثَلاثَةُ أيّامٍ حَتّى أتَوا رَسولَ اللّه‏ِ فَأَسلَموا، وكانوا خَمسَةً وعِشرينَ رَجُلاً، مِن كُلِّ فِرقَةٍ خَمسَةٌ. وقالوا: ما رَأَينا مِثلَ حُجَّتِكَ يا مُحَمَّدُ، نَشهَدُ أَنَّكَ رَسولُ اللّه‏ِ۱.

۱۴۵.الإمام العسكري عليه‏السلام: قُلتُ لِأَبي عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ عليهماالسلام: هَل كانَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يُناظِرُ اليَهودَ وَالمُشرِكينَ إذا عاتَبوهُ ويُحاجُّهُم [إذا حاجّوهُ] ؟ قالَ: بَلى مِرارا كَثيرةً، مِنها ما حَكَى اللّه‏ُ مِن قَولِهِم: «وَ قَالُواْ مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَ يَمْشِى فِى الْأَسْوَاقِ لَوْلاَ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ» إلى قَولِهِ ـ: «رَجُلاً

1.الاحتجاج : ۱/۲۷ ـ ۴۴/۲۰ ، التفسير المنسوب إلى الإمام‏العسكري عليه‏السلام : ۵۳۰/۳۲۳ ، بحارالأنوار :۹ / ۲۵۷ / ۱ .


الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
108

فَقالوا: نَعَم.
قالَ: أفَلا تَعلَمونَ أنَّكُم مِن حَيثُ تُعَظِّمونَ اللّه‏َ بِتَعظيمِ صُوَرِ عِبادِهِ المُطيعينَ لَهُ، تَزرونَ عَلى رَبِّ العالَمينَ ؟
قالَ: فَسَكَتَ القَومُ بَعدَ أن قالوا: سَنَنظُرُ في اُمورِنا.
ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لِلفَريقِ الثّالِثِ: لَقَد ضَرَبتُم لَنا مَثَلاً، وشَبَّهتُمونا بِأَنفُسِكُم ولَسنا سِواءً، وذلِكَ أنّا عِبادُ اللّه‏ِ مَخلوقونَ مَربوبونَ، نَأتَمِرُ لَهُ فيما أمَرَنا، ونَنزَجِرُ عَمّا زَجَرَنا، ونَعبُدُهُ مِن حَيثُ يُريدُهُ مِنّا، فَإِذا أمَرَنا بِوَجهٍ مِنَ الوُجوهِ أطَعناهُ، ولَم نَتَعَدَّ إلى غَيرِهِ مِمّا لَم يَأمُرنا [بِهِ]، ولَم يَأذَن لَنا، لِأَنّا لا نَدري لَعَلَّهُ إن أرادَ مِنَّا الأَوَّلَ فَهُوَ يَكرَهُ الثّانِيَ، وقَد نَهانا أن نَتَقَدَّمَ بَينَ يَدَيهِ، فَلَمّا أمَرَنا أن نَعبُدَهُ بِالتَّوَجُّهِ إلَى الكَعبَةِ أطَعناهُ، ثُمَّ أمَرَنا بِعِبادَتِهِ بِالتَّوَجُّهِ نَحوَها في سائِرِ البُلدانِ الَّتي نَكونُ بِها فَأَطَعناهُ، ولَم نَخرُج في شَيءٍ مِن ذلِكَ مِنِ اتِّباعِ أمرِهِ، وَاللّه‏ُ عَزَّوجَلَّ حَيثُ أمَرَ بِالسُّجودِ لاِدَمَ لَم يَأمُر بِالسُّجودِ لِصورَتِهِ الَّتي هِيَ غَيرُهُ، فَلَيسَ لَكُم أن تَقيسوا ذلِكَ عَلَيهِ، لِأَنَّكُم لا تَدرونَ لَعَلَّهُ يَكرَهُ ما تَفعَلونَ إذ لَم يَأمُركُم بِهِ!
ثُمَّ قالَ لَهُم رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أرَأَيتُم لَو أذِنَ لَكُم رَجُلٌ دُخولَ دارِهِ يَوما بِعَينِهِ، ألَكُم أن تَدخُلوها بَعدَ ذلِكَ بِغَيرِ أمرِهِ ؟ أوَلَكُم أن تَدخُلوا دارا لَهُ اُخرى مِثلَها بِغَيرِ أمرِهِ ؟ أو وَهَبَ لَكُم رَجُلٌ ثَوبا مِن ثِيابِهِ، أو عَبدا مِن عَبيدِهِ، أو دابَّةً مِن دَوابِّهِ، ألَكُم أن تَأخُذوا ذلِكَ ؟

  • نام منبع :
    الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری شهری، با همکاری: رضا برنجکار
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1394
    نوبت چاپ :
    قم
تعداد بازدید : 9135
صفحه از 216
پرینت  ارسال به