97
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

بل إنّ الملفت للنظر أيضاً أنّنا لم نجد هذا التعبير في كتب الرجال المشار إليها، مع تأخّرها وسعة المطالب المذكورة فيها، وإنّما جميع ما عثرنا عليه في هذا المجال هو في كتب الفقه الاستدلالي، بل إنّ السيد الخوئيّ رحمه الله تعرّض لها في مواضع عديدة من أبحاثه الفقهية۱، ولم يتعرّض لها في معجم رجال الحديث، ممّا يكشف عن عدم وجودها في كتب الرجال المتقدّمة عليه، بل وعدم كونها رجالية.

وأما جواب السؤال الثاني فهو أنّ الكثير من متأخّري فقهائنا تلقّوا هذه العبارة بالقبول، كما اتّضح من عباراتهم التي أشرنا إليها آنفاً. إلّا أننا مع ذلك لا نجد اتّفاقهم عليها؛ بل صرّح بعضهم بردّها، فقد کتب الشیخ البهائي رحمه الله (المتوفی سنة ۱۰۳۰ه‍) في کتابه الوجیزة قائلاً:

ولعلّها الأساس للتعبیر المذکور؛ حیث تلقّاها منه تلمیذه المولی محمّد تقي المجلسي رحمه الله واغها بالعبارة المتقدمة عنه آنفاً، وانتشرت بعد ذ لك شیئاً فشیئاً.

وقال السيد الخوئي رحمه الله:

والأمر في سهل ليس بسهلٍ، لعدم ثبوت وثاقته في الرجال.۲

وكتب السيّد مصطفی الخميني رحمه الله:

1.. فجاء في تقريرات درسه رحمه الله: «إلَّا أنّ الرواية مع ذلك غير قابلة للاستدلال بها؛ فإنّ في سندها سهل بن زياد، والأمر في سهل ليس بسهل لعدم ثبوت وثاقته في الرجال». شرح العروة الوثقى ـ الطهارة (موسوعة الإمام الخوئي) ـ تقرير بحث السيّد الخوئي للغروي: ج ۳ ص ۸۷.
وكتب أيضاً: «وأما الرواية الثانية فلأنّها أيضاً ضعيفة السند بسهل بن زياد الواقع في كلا طريقي الكليني والشيخ، وما ذكره بعضهم من أنّ الأمر في سهلٍ سهلٌ ليس بشيء، بل الأمر في سهل ليس بسهلٍ على ما مرّ منا غير مرّة فلاحظ». شرح العروة الوثقى ـ التقليد ( موسوعة الإمام الخوئي ) - تقرير بحث السيد الخوئي للغروي : ج ۱ ص ۲۴۰.

2.. شرح العروة الوثقى ـ الطهارة (موسوعة الإمام الخوئي) ـ تقرير بحث السيد الخوئي للغروي: ج ۳ ص ۸۷.


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
96

جاءت في عبارات السيّد جواد العاملي۱ رحمه الله المتوفّی سنة ۱۲۲۶ه‍، ثم وردت في عبارات الشيخ محمّدحسن النجفي۲ رحمه الله المتوفّی سنة ۱۲۶۶ه‍، ثمّ في عبارات الشيخ مرتضی الأنصاري۳ رحمه الله المتوفّی سنة ۱۲۸۱ه‍، ثمّ في عبارات الشيخ أحمد آل طعان البحراني القطيفي۴ رحمه الله المتوفّی سنة ۱۳۱۵ه‍، ثمّ في عبارات السيّد محمّد بحر العلوم۵ رحمه الله المتوفّی ۱۳۲۶ه‍، ثم انتشرت في كتب المعاصرين۶.

1.. فكتب قائلاً: «وفي حسنة زرارة؛ لأنّ الأمر في سهلٍ سهلٌ». مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة (ط ـ القديمة) : ج ۱۰ ص ۲۹۲.

2.. فكتب في الذبّ عن إحدی الروايات قائلاً: «وما في المسالك من المناقشة في سنده باشتراك محمّد بن قيس بين الثقة وغيره وفي مجمع البرهان بأنّ في سنده سهلاً ـ مدفوعٌ بإرادة الثقة منه هنا بالقرائن المفيدة لذلك؛ كرواية عاصم بن حميد عنه وغيرها، وأنّ الأمر في سهلٍ سهلٌ». جواهر الكلام : ج ۴۱ ص ۲۸۶، وانظر أيضاً ص ۴۸۴ .

3.. فكتب قائلاً : «ففي مرسلة البزنطي التي إرسالُها كوجود سهلٍ فيها، سهلٌ». كتاب المكاسب: ج ۴ ص ۳۰۹.

4.. فكتب قائلاً بشأن إحدی الروايات: «ولا يضرّ ضعف سهل ؛ لأنّ الأمر في سهلٍ سهلٌ» الرسائل الأحمدية : ج ۲ ص ۳۶۷.
وكتب في موضع آخر: «ولا يضرّه وجود سهل في بعض طرقه من الكافي، لأنّ الأمرَ في سهلٍ سهلٌ؛ لأنّ تضعيفه ضعيفٌ منحلّ». الرسائل الأحمدية: ج ۲ ص ۴۱۴ ـ ۴۱۵.

5.. فكتب في معرض كلامه عن بعض الروايات: «مع أنّ في طريق الأوّل سهل بن زياد، وإن قيل : إنّ الأمر سهلٌ في سهلٍ» بلغة الفقيه: ج ۴ ص ۱۷۴.

6.. فكتب الامام الخميني رحمه الله بشأن إحدی الروايات: «ولا يبعد صحّتها إذ ليس في سندها ما يناقش فيه إلّا سهل بن زيا،د وهو سهل». المكاسب المحرّمة: ج ۲ ص ۲۲۹. وقال السيد شهاب الدين المرعشي رحمه الله: «ومستند المشهور روايتان عن سهل بن زياد، والأمر في سهلٍ سهلٌ، كما هو ثابت في محلّه». القصاص على ضوء القرآن والسنّة، تقرير بحث السيد المرعشي لعادل العلوي : ج ۲ ص ۳۲۶. وقال أيضاً: «ويمكن اعتبار السند أيضاً بناءً على أنّ ضعفها بسهل بن زياد، والأمر في سهلٍ سهلٌ». أحكام السرقة على ضوء القرآن والسنة، تقرير بحث السيّد المرعشي لعادل العلوي : ص ۶۸. وكتب الشيخ فاضل اللنكراني رحمه الله: «وقد اشتهر أنّ الأمر في سهلٍ سهلٌ». تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة (الحدود): ص ۹۹. وكتب الميرزا جواد التبريزي رحمه الله: «إلّا أنّ الكراهة الالتزام بها مبنيّ على التسامح في أدلّة السنن، فإنّ في سندها سهل بن زياد ومحمّد بن الحسن بن شمّون، والأمر في سهل معروفٍ، ومحمّد بن الحسن بن شمّون ضعيف». تنقيح مباني العروة (كتاب الطهارة) : ج ۴ ص ۴۶۸. وانظر أيضاً: مستمسك العروة الوثقی للسيّد محسن الحكيم: ج ۱ ص ۲۴۵ ودراسات في المكاسب المحرمة للشیخ المنتظري: ج ۳ ص ۶۹، والنجعة في شرح اللمعة للشيخ محمّد تقي التستري: ج ۱۱ ص ۶۱، ومدارك العروة للشيخ علي پناه الاشتهاردي : ج ۲۱ ص ۳۰۷، وبحوث في فقه الرجال: ص ۱۸۱، وسند العروة الوثقی (تقرير بحث الشيخ محمد السند): ج ۲ ص ۱۴.

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19635
صفحه از 348
پرینت  ارسال به