93
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

المعصوم بشكل مباشر هو عدد قليل جدّاً۱، فدلالته على سموّ منزلة سهل بحاجة إلى دليل. فالاستدلال بالرواية المشار إليها آنفاً غير تامّ.

الوجه السابع: كونه شيخ إجازة

ومن الوجوه المذكورة لوثاقة سهل أنّه شيخ إجازة، وهو من أسباب الوثوق بالرجل والاعتماد عليه.۲

أقول: هذا الدليل يتكوّن من كبری و صغری، فالكبری هي: أنّ شيخ الإجازة من أسباب الوثوق. والصغری: أنّ سهل بن زياد من شيوخ الإجازة. وعليه ستكون النتيجة واضحة وإنّما الكلام كلّ الكلام في صغری الدليل؛ إذ لا دليل علی ذلك.

الوجه الثامن: كثرة رواياته وإتقانها

استدلّ الإمام الخميني رحمه الله علی وثاقة سهل بن زياد من خلال كثرة رواياته وإتقانها واعتناء المشايخ بها، وأنّ الاطمئنان الحاصل بوثاقته من هذا الطريق فوق الاطمئنان الحاصل من قول الرجالي، فكتب في كتاب الطهارة بعد نقل رواية في سندها سهل بن زياد قائلاً:

والمناقشة في سند الاُولى في غير محلَّها ؛ فإنّ سهل بن زياد وإن ضُعّف لكنّ المتتبّع في رواياته يطمئنّ بوثاقته من كثرة رواياته وإتقانها واعتناء المشايخ بها فوق ما يطمئنّ من توثيق أصحاب الرجال، كما رجّحنا بذلك وثاقة إبراهيم بن هاشم القمّي ومحمّد بن إسماعيل النيسابوري راوية الفضل بن شاذان، وغيرهما.....۳

وصرح في موضع آخر بأنّ الأصحّ وثاقته فقال:

«وكذا تشهد له صحيحة عليّ بن جعفر بناءً على وثاقة سهل بن زياد، كما هو الأصحّ۴.

وقال أيضاً:

1.. نظير: ما جاء في الكافي: ج۱ ص۱۰۳ ح۱۰، و ج۷ ص۴۵ ح۱، التوحيد: ص۶۶ ح۱۹.

2.. اُنظر: تنقيح المقال: ج۳۴ ص۱۸۹.

3.. كتاب الطهارة (ط. ج) ـ السيّد الخميني ـ : ج ۱ ص ۲۵۸ ـ ۲۵۹.

4.. كتاب الطهارة (ط. ج) ـ السيّد الخميني ـ : ج ۳ ص ۳۷۲.


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
92

ب ـ الاُسرة الحديثية

بما أنّ كلام أهل البيت علیهم السلام بمنزلة البنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً، ويبيّن بعضه بعضاً، فمن الضروريّ إلقاء نظرة على النصوص الاُخرى المروية في هذا المجال عن أهل البيت علیهم السلام وملاحظة القرائن التي يمكن أن تعيننا على فهم النصّ محلّ الكلام بشكل دقيق، وبمراجعة التعبير «اعْرِفُوا مَنَازِلَ» نجد الرواية التالية:

محمّد بن سعد الكشي بن مزيد وأبو جعفر محمّد بن أبي عوف البخاري، قالا: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن حمّاد المروزي المحمودي، رفعه، قال قال الصادق علیه السلام:

۰.اعْرِفُوا مَنَازِلَ شِيعَتِنَا بِقَدْرِ مَا يُحْسِنُونَ مِنْ رِوَايَاتِهِمْ عَنَّا، فَإِنَّا لا نَعُدُّ الْفَقِيهَ مِنْهُمْ فَقِيهاً حَتَّى يَكُونَ مُحَدَّثاً. فَقِيلَ لَهُ: أَوَيَكُونُ المُؤمِنُ مُحَدَّثاً ؟ قَالَ: يَكُونُ مُفْهَّماً، وَ المُفْهَّمُ مُحَدَّثُ.۱

فقد ذكر الإمام علیه السلام معياراً لتقييم الشيعة فقال: «بِقَدْرِ مَا يُحْسِنُونَ مِنْ رِوَايَاتِهِمْ عَنَّا...»، وهو أن يحسنون الرواية عن أهل البيت علیهم السلام، والمراد من إحسان الرواية هو الفهم الدقيق لها كما يشهد له تعليل الإمام علیه السلام قائلاً:

۰.فَإِنَّا لا نَعُدُّ الْفَقِيهَ مِنْهُمْ فَقِيهاً حَتَّى يَكُونَ مُحَدَّثاً... يَكُونُ مُفْهَّماً، وَ المُفْهَّمُ مُحَدَّثُ.

ومن الواضح أنّ الفهم والفقه للرواية غير مجرّد الرواية ونقل الألفاظ.

والنتيجة التي ننتهي إليها ممّا تقدّم هي: أنّ المراد من المعيار المذكور: «اعْرِفُوا مَنَازِلَ... عَلَى قَدْرِ رِوَايَتِهِمْ عَنَّا» هو: اعرفوا منازلهم علی قدر فهمهم للروايات، لا مجرّد نقل الألفاظ كما زعم المستدلّ.

وإذا ما تنزّلنا وقلنا: إنّ كثرة نقل الرواية المجرّد عن الفهم والدراية كاشف عن منزلة الشخص، فالقدر المتيقّن من ذلك هو نقل الرواية عن المعصوم علیه السلام، وتعميمها للنقل عن الرواة بحاجة إلى دليل. والذي عثرت عليه من الروايات التي رواها سهل عن الإمام

1.. رجال الكشّي: ص۳ ح۲. ورواه عنه الشيخ الحرّ (اُنظر: وسائل الشيعة: ج۲۷ ص۱۴۹ ح۳۳۴۵۳ باب وجوب العمل بأحاديث النبيّ صلی الله علیه و اله و الأئمّة المنقولة في الكتب المعتمدة وروايتها وصحّتها وثبوتها).

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19495
صفحه از 348
پرینت  ارسال به