89
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

اعرِفوا مَنازِلَ شيعَتِنا عِندَنا عَلىٰ قَدرِ رِوايَتِهم عَنّا و فَهمِهم مِنّا.۱

كما وردت بألفاظ مقاربة في رجال الكشّي۲ ومعاني الأخبار۳، وستأتيان في الأبحاث اللاحقة إن شاء اللّٰه تعالى.

وبهذا يتّضح ورود الرواية في أكثر من مصدر، وعليه فيمكن الوثوق بصدورها، كما يتّضح وجود الاستعمال «اعرفوا منازل...» في روايات عديدة وفي مصادر مختلفة، مع اختلاف المضاف إليه فيها.

بعض النقاط الجديرة بالالتفات:

۱ ـ إنّ الشيخ الكليني أورد الرواية في باب النوادر، وهو مشعر بأنّ فيها شيئاً مّا۴، وأوردها النعماني في مقدّمة كتاب الغيبة لا في نفس الكتاب، فلابدّ من لحاظ قيمة النصوص المذكورة في المقدّمة علميّاً. وأمّا الشيخ الحرّ العاملي فقد روى في الجزء (۲۷) عدّة نصوص بمضمون واحد أو متقارب، أورد بعضها في باب: «وجوب العمل بأحاديث النبيّ صلی الله علیه و اله والأئمّة المنقولة في الكتب المعتمدة وروايتها وصحّتها وثبوتها»، وأورد البعض الآخر في باب «وجوب الرجوع في القضاء و الفتوى إلى رواة الحديث من الشيعة فيما رووه عن الأئمّة من أحكام الشريعة لا فيما يقولونه برأيهم»، وهو ما يفصح عن قبوله لها في الجملة.

۲ ـ إنّ كلتا الروايتين عن الإمام الصادق علیه السلام ومتنهما متقارب. نعم، الوارد في نسخة

1.. الغيبة للنعماني: ص۲۲ المقدّمة، ورواها عنه المحدّث النوري باختلاف يسير ومن دون إشارة إلى الباب الذي وردت فيه الرواية فقال: «محمّد بن إبراهيم النُعْمَانِي في كِتَابِ الْغَيْبَةِ: عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمّد الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «إعْرِفُوا مَنَازِلَ شِيعَتِنَا عِنْدَنَا عَلَى حَسَبِ رِوَايَتِهِمْ وَ فَهْمِهِمْ عَنَّا الخَبَرَ» مستدرك الوسائل: ج۱۷ ص۲۸۵ ح۲۱۳۶۲.

2.. رجال الكشّي: ص۳ ح۲. ورواه عنه الشيخ الحرّ (اُنظر: وسائل الشيعة: ج۲۷ ص۱۴۹ ح۳۳۴۵۳ باب وجوب العمل بأحاديث النبيّ صلی الله علیه و اله و الأئمّة المنقولة في الكتب المعتمدة وروايتها وصحّتها وثبوتها.

3.. معاني الأخبار: ص۱ ح۲، بحار الأنوار: ج۱ ص۱۰۶ ح۲، مستدرك الوسائل: ج۱ ص۸۴ ح۳۸ باختلاف يسير نقلاً عن أصل زيد الزرّاد.

4.. قال الشيخ أمين ترمس: «باب النوادر في كُتب الحديث خُصّص للروايات التي فيها خلل في سندها أو متنها» (انظر مقال: شبهة تحريف القرآن في كتاب الكافي / موقع زاد المعاد).
نعم، كتب عليّ أكبر الغفاري نقلاً عن الوحيد في التعليقة قوله: «وأمّا النوادر فالظاهر أنّه ما اجتمع فيه أحاديث لا تنضبط في باب لقلّته بأن يكون واحداً أو متعدّداً لكن يكون قليلاً جدّاً، ومن هذا قولهم في الكتب المتداولة: نوادر الصلاة ونوادر الزكاة وأمثال ذلك» (دراسات في علم الدراية: ص۱۶۱) إلّا أنّ هذا المعنى لا ينطبق على كثير من أبواب النوادر في الكافي.


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
88

أوّلاً: المراد من قوله: «على قدر روايتهم عنّا»:

اُوضح في محلّه من كتب فقه الحديث أنّ فهم الحديث فهماً صحيحاً يتمّ من خلال طيّ ثلاث مراحل، هي: فهم المفردات، فهم التركيب، ملاحظة القرائن الدالّة على المعنى. كلّ ذلك بعد الاطمئنان من صدور الحديث، وسلامة نصّه؛۱ ولهذا فإنّ من الضروري دراسة معنى الحديث وفقاً للمراحل المذكورة بعد الاطمئنان من صدوره، ولهذا فإنّنا سنسلّط الأضواء على الجوانب التالية:

۱ ـ مراجعة الرواية في المصادر الحديثية، وملاحظة التعبير «اعرفوا منازل...» فيها؛ بهدف الاطمئنان من صدورها.

۲ ـ ملاحظة نصّها الكامل والصحيح؛ فإنّ النصّ الناقص قد يعكس أثره السلبي على فهمنا للحديث.

۳ ـ ملاحظة القرائن الدالّة على المراد الجدّي، سواء ما توفّر منها في نفس الرواية أو في الروايات الاُخرى، وهو المعبّر عنه بالاُسرة الحديثية.

الرواية في المصادر الحديثية الاُخرى

وردت الرواية المذكورة في كتاب الكافي كالتالي:

محمّد بْنُ الحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيادٍ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ محمّد بْنِ مَرْوَانَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّٰه علیه السلام يَقُولُ:

۰.اعْرِفُوا مَنَازِلَ النَّاسِ عَلَى قَدْرِ رِوَايَتِهِمْ عَنَّا.۲

ووردت في كتاب الغيبة للنعماني كما يلي:

قال جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام:

1.. راجع كتاب: روش فهم حديث (بالفارسية) لعبد الهادي المسعودي: ص۶۰ـ۱۲۵.

2.. الكافي: ج۱ ص۵۰ ح۱۳ باب النوادر، ورواه الشيخ الحرّ في بابين من كتابه (اُنظر: وسائل الشيعة: ج۲۷ ص۷۹ ح۳۳۲۵۲ باب وجوب العمل بأحاديث النبيّ صلی الله علیه و اله و الأئمّة المنقولة في الكتب المعتمدة وروايتها وصحّتها وثبوتها، و ص۱۳۷ ح۳۳۴۱۸ باب وجوب الرجوع في القضاء و الفتوى إلى رواة الحديث من الشيعة فيما رووه عن الأئمّة من أحكام الشريعة لا فيما يقولونه برأيهم، كما رواه في نفس الباب وبنصّ مقارب ص۱۴۹ ح۳۳۴۵۲ نقلاً عن مصدر آخر، واُخرى ص۱۵۰ ح۳۳۴۵۶)، ورواه الكشّي أيضاً (اُنظر: رجال الكشّي: ص۳ ح۳).

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19644
صفحه از 348
پرینت  ارسال به