أوّلاً: المراد من قوله: «على قدر روايتهم عنّا»:
اُوضح في محلّه من كتب فقه الحديث أنّ فهم الحديث فهماً صحيحاً يتمّ من خلال طيّ ثلاث مراحل، هي: فهم المفردات، فهم التركيب، ملاحظة القرائن الدالّة على المعنى. كلّ ذلك بعد الاطمئنان من صدور الحديث، وسلامة نصّه؛۱ ولهذا فإنّ من الضروري دراسة معنى الحديث وفقاً للمراحل المذكورة بعد الاطمئنان من صدوره، ولهذا فإنّنا سنسلّط الأضواء على الجوانب التالية:
۱ ـ مراجعة الرواية في المصادر الحديثية، وملاحظة التعبير «اعرفوا منازل...» فيها؛ بهدف الاطمئنان من صدورها.
۲ ـ ملاحظة نصّها الكامل والصحيح؛ فإنّ النصّ الناقص قد يعكس أثره السلبي على فهمنا للحديث.
۳ ـ ملاحظة القرائن الدالّة على المراد الجدّي، سواء ما توفّر منها في نفس الرواية أو في الروايات الاُخرى، وهو المعبّر عنه بالاُسرة الحديثية.
الرواية في المصادر الحديثية الاُخرى
وردت الرواية المذكورة في كتاب الكافي كالتالي:
محمّد بْنُ الحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيادٍ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ محمّد بْنِ مَرْوَانَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّٰه علیه السلام يَقُولُ:
۰.اعْرِفُوا مَنَازِلَ النَّاسِ عَلَى قَدْرِ رِوَايَتِهِمْ عَنَّا.۲
ووردت في كتاب الغيبة للنعماني كما يلي:
قال جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام: