۳ ـ بكر بن صالح الرازي الراوي عن الإمام الكاظم۱، والجواد علیهما اسلام۲، ومع ذلك ضعّفه النجاشي۳، والعلّامة في الخلاصة۴.
۴ ـ الحسن بن صالح الثوري: روى عن الإمامين الهمامين الباقر والصادق علیهما اسلام روايات كثيرة، ولهذا ذكره الشيخ في أصحاب الباقر تارة وفي أصحاب الصادق اُخرى، وعبارته في أصحاب الباقر علیه السلام مشعرة بذمّه۵، فلو كانت روايته عن أكثر من إمام دالّة على جلالته وعلوّ مقامه، لكان علی الشيخ مدحه لا ذمّه.
فما ذكره المحدّث النوري۱ من أنّ سهلاً يروي عن عدد من الأئمّة علیهم السلام، وأنّ الرجاليين يذكرون ذلك في مقام مدح الراوي وعلوّ مقامه، لا يمكن الموافقة عليه، بل الشواهد على خلافه.
الملاحظة الثانیة: ما ذكره بقوله: «وإذا لوحظ مع ذلك أنّه لم يرد فيه طعن من أحدهم علیهم السلام كما ورد منهم الطعن والذمّ واللعن في حقّ جماعة من الغلاة والكذّابين في هذه الطبقة ـ مع أنّه كان معروفاً مشهوراً يروي عنهم علیهم السلام ـ كانت دلالته على المدح القريب من الوثاقة ظاهرة» غير تامّ على إطلاقه؛ فإنّ شأن الأئمّة علیهم السلام هداية الناس، لا مدح كلّ من يستحقّ المدح، وذمّ كلّ من يستحقّ الذمّ.
نعم، إذا كان بعض الناس ممّن يكون داعية وسبباً لضلال الآخرين، وذلك ببثّ الأباطيل والشبهات، أو كان ضالّاً منحرفاً وله منزلة اجتماعية تمكّنه من التأثير على الآخرين، فإنّ الأئمّة علیهم السلام قد يذمّونه هداية للاُمّة، ومع ذلك فقد تقتضي المصلحة سكوتهم عنه أحياناً، فإذا لم يرد من الإمام علیه السلام ذمّ لشخص، فهذا لا يعني مدحه إيّاه أو كونه مقبولاً عنده كما لا يخفى.
1.. اُنظر: الكافي: ج۶ ص۳ ح۷، و ج۸ ص۱۹۱ ح۲۲۱.
2.. اُنظر: الكافي: ج۴ ص۳۵۲ ح۱۲، التهذيب: ج۵ ص۱۱۳ ح۶۶، و ج۵ ص۴۱۲ ح۷۹، من لا يحضره الفقيه: ج۲ ص۳۵۳ ح۲۶۷۵.
3.. قال في حقّه: «بكر بن صالح الرازي... ضعيف...» (رجال النجاشي: ص۱۰۹ الترجمة ۲۷۶).
4.. قال: «بكر بن صالح الرازي... ضعيف جدّاً، كثير التفرد بالغرائب» (الخلاصة: ص۲۰۷ الترجمة ۲).
5.. قال: «الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري الكوفي صاحب المقالة، زيدي، إليه تنسب الصالحية منهم» (رجال الطوسي: ص۱۳۰ الرقم۱۳۲۷).