83
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

۳ ـ بكر بن صالح الرازي الراوي عن الإمام الكاظم۱، والجواد علیهما اسلام۲، ومع ذلك ضعّفه النجاشي۳، والعلّامة في الخلاصة۴.

۴ ـ الحسن بن صالح الثوري: روى عن الإمامين الهمامين الباقر والصادق علیهما اسلام روايات كثيرة، ولهذا ذكره الشيخ في أصحاب الباقر تارة وفي أصحاب الصادق اُخرى، وعبارته في أصحاب الباقر علیه السلام مشعرة بذمّه۵، فلو كانت روايته عن أكثر من إمام دالّة على جلالته وعلوّ مقامه، لكان علی الشيخ مدحه لا ذمّه.

فما ذكره المحدّث النوري۱ من أنّ سهلاً يروي عن عدد من الأئمّة علیهم السلام، وأنّ الرجاليين يذكرون ذلك في مقام مدح الراوي وعلوّ مقامه، لا يمكن الموافقة عليه، بل الشواهد على خلافه.

الملاحظة الثانیة: ما ذكره بقوله: «وإذا لوحظ مع ذلك أنّه لم يرد فيه طعن من أحدهم علیهم السلام كما ورد منهم الطعن والذمّ واللعن في حقّ جماعة من الغلاة والكذّابين في هذه الطبقة ـ مع أنّه كان معروفاً مشهوراً يروي عنهم علیهم السلام ـ كانت دلالته على المدح القريب من الوثاقة ظاهرة» غير تامّ على إطلاقه؛ فإنّ شأن الأئمّة علیهم السلام هداية الناس، لا مدح كلّ من يستحقّ المدح، وذمّ كلّ من يستحقّ الذمّ.

نعم، إذا كان بعض الناس ممّن يكون داعية وسبباً لضلال الآخرين، وذلك ببثّ الأباطيل والشبهات، أو كان ضالّاً منحرفاً وله منزلة اجتماعية تمكّنه من التأثير على الآخرين، فإنّ الأئمّة علیهم السلام قد يذمّونه هداية للاُمّة، ومع ذلك فقد تقتضي المصلحة سكوتهم عنه أحياناً، فإذا لم يرد من الإمام علیه السلام ذمّ لشخص، فهذا لا يعني مدحه إيّاه أو كونه مقبولاً عنده كما لا يخفى.

1.. اُنظر: الكافي: ج۶ ص۳ ح۷، و ج۸ ص۱۹۱ ح۲۲۱.

2.. اُنظر: الكافي: ج۴ ص۳۵۲ ح۱۲، التهذيب: ج۵ ص۱۱۳ ح۶۶، و ج۵ ص۴۱۲ ح۷۹، من لا يحضره الفقيه: ج۲ ص۳۵۳ ح۲۶۷۵.

3.. قال في حقّه: «بكر بن صالح الرازي... ضعيف...» (رجال النجاشي: ص۱۰۹ الترجمة ۲۷۶).

4.. قال: «بكر بن صالح الرازي... ضعيف جدّاً، كثير التفرد بالغرائب» (الخلاصة: ص۲۰۷ الترجمة ۲).

5.. قال: «الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري الكوفي صاحب المقالة، زيدي، إليه تنسب الصالحية منهم» (رجال الطوسي: ص۱۳۰ الرقم۱۳۲۷).


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
82

سهلاً في ثلاثة مواضع من كتابه؛ لبيان أنّ طبقته تنسجم مع ثلاثة من الأئمّة علیهم السلام.

ولو تنزّلنا وسلّمنا بما ذكره المحدّث النوري فإنّه يلزمنا القول بمثله في غير «سهل» أيضاً؛ إذ لا خصوصية ل«سهل»، مع أنّ جملة من الذين رووا عن أكثر من إمام هم من الضعفاء أو المذمومين، كما هو ظاهر أو صريح كتب الرجال، نظير النماذج التالية:

۱ ـ أبو الجارود زياد بن المنذر، الذي هو من أصحاب الصادقين علیهما اسلام، ومع ذلك طعن عليه الشيخ۱ والنجاشي۲ و الكشّي۳، فلو كانت روايته عنهما دالّة على مدحه ـ كما ادّعي ـ لكان منافياً لذمّهم له.

۲ ـ إسحاق بن محمّد بن أحمد، حيث وصفه النجاشي بأنّه معدن التخليط۴، ونقل العلّامة عن ابن الغضائري قوله فيه: «إنّه كان فاسد المذهب، كذّاباً في الرواية، وضّاعاً للحديث، لا يلتفت إلى ما رواه و لا ينتفع بحديثه»۵، ومع ذلك فقد ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمامين الهادي۶ والعسكري علیه السلام۷، بل رماه بالغلوّ في أصحاب الهادي علیه السلام، فإذا كانت روايته عن أكثر من إمام لبيان جلالته لما طعنوا فيه.

1.. حيث ذكره مرّتين؛ فقال في أصحاب الباقر علیه السلام: «زياد بن المنذر، أبو الجارود الهمداني الحوفي. كوفي تابعي زيدي أعمى، إليه تنسب الجارودية منهم» (رجال الطوسي: ص۱۳۵ الرقم۱۴۰۹). وقال في أصحاب الصادق علیه السلام «زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الخارفي الحوفي، مولاهم. كوفي تابعي» (رجال الطوسي: ص۲۰۸ الرقم۲۶۸۵). فصرّح بأنّه من أصحاب الإمامين الهمامين الباقر والصادق علیهما اسلام، وقال: «تابعي زيدي أعمى، إليه تنسب الجارودية منهم»، وهو مشعر بذمّه.

2.. قال في حقّه: «... كوفي كان من أصحاب أبي جعفر، و روى عن أبي عبد اللّٰه علیهما اسلام، و تغيّر لمّا خرج زيد رضی الله عنه ...» (رجال النجاشي: ص۱۷۰ الرقم۴۴۸) وهو مشعر بذمه، مع أنّه صرّح بكونه من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد اللّه علیهما اسلام.

3.. روى الكشّي في ذمّه روايات عديدة إحداها ما يلي: «حكي أنّ أبا الجارود سمّي سرحوباً، و نسبت إليه السرحوبية من الزيدية، سمّاه بذلك أبو جعفر علیه السلام، و ذكر أنّ سرحوباً اسم شيطان أعمى يسكن البحر، وكان أبو الجارود مكفوفاً أعمى، أعمى القلب» (رجال الكشّي: ص۲۲۹ الرقم۴۱۳) وهي صریحة في ذمّه.

4.. رجال النجاشي / باب الألف منه: ص۷۳ الترجمة ۱۷۷.

5.. الخلاصة للحلّي / الفصل الأوّل في الهمزة / الباب الثالث إسحاق: ص۲۰۱ الترجمة ۵.

6.. رجال الطوسي / أصحاب أبي الحسن: ص۳۸۴ الترجمة ۵۶۵۳.

7.. المصدر السابق / أصحاب أبي محمّد: ص۳۹۷ الترجمة ۵۸۲۷.

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19737
صفحه از 348
پرینت  ارسال به