عن تضعيفه. وهذا الكلام مخدوش من وجوه:
الأوّل: إنّ هذا إنّما يتمّ في الفتوى دون الحكاية والإخبار، فإنّ العبرة فيها بزمان المحكيّ عنه دون زمان الحكاية، فبين الحكايتين معارضة لا محالة.
الثاني: إنّ تضعيف الشيخ في الفهرست وإن كان متقدّماً على توثيقه، إلّا أنّ تضعيفه في الاستبصار غير متقدّم عليه.
الثالث: إنّ توثيق الشيخ معارَض بما ذكرناه من التضعيفات ولا سيما شهادة أحمد بن محمّد بن عيسى بكذبه.
أقول: ما ذكره رحمه الله في الإشكال الأوّل من أنّ هذا يتمّ في الفتوى دون الحكاية والإخبار، مبنيّ علی كون حجّية آراء الرجاليين هي من باب الشهادة۱، أو من باب خبر الواحد۲، لا باعتبارهم أهل خبرة، والسيرة العقلائية علی مدی الأعصار هي الرجوع لأهل الخبرة في كلّ مجال إذا أفاد قولُهم الوثوق، مع عدم ردع الشارع عنها.۳ فإذا كانت من النحو الأخير فلا يلزم ما ذكره رحمه الله، فكما يقع تبدّل الآراء في الفتاوی ويكون الأخير منها حجّة، كذلك يقع في وثاقة الراوي وعدمه ويكون الأخير منهما حجّة.
وأمّا إشكاله الثاني فلم نعثر علی ما أشار إليه من التضعيف في كتاب الاستبصار. علی أنّه لو كان ضعيفاً من منظاره لضعّف الأحاديث بسببه، في حين أنّه لم يّتفق له ذلك علی ما سيأتي في الدليل التالي.
وأمّا إشكاله الأخير فقد اتّضح جوابه ممّا تقدّم سابقاً؛ فإنّ الوجوه المذكورة لضعفه ليست تامّة.
وبهذا یسلم الوجه الأول من وجوه توثیق سهل بن زياد من الخدشة المذکورة.
الوجه الثاني: بناء الشيخ في التهذيبين على وثاقة «سهل»
كتب الشيخ المامقاني رحمه الله في الوجوه المذكورة لبيان وثاقة «سهل»، قائلاً: