75
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

أصحابنا »، ومن الواضح أنّ هذه العناوين مجملة، ولافائدة في تضعيفها أو توثيقها، بخلاف ما لو اُريد استثناء رواياتهم في كتاب نوادر الحكمة؛ فإنّ الروايات المروية عن هذه العناوين ضعيفة. كما أنّ قوله: «أو يقول: في حديث أو كتاب و لم أروه» لاغٍ علی تقدير إرادة تضعيف المستثنين، بخلاف ما لو اُريد استثناء رواياتهم في نوادر الحكمة.۱

۴ ـ إذا كان المراد تضعيف المذكورين في الاستثناء، فإنّ استثناء رواياتهم من خصوص كتاب نوادر الحكمة سوف يكون لاغياً؛ إذ لو كان المذكورون ضعفاء ومطعون عليهم فلابدّ أن تستثنی رواياتهم من جميع الكتب لا من خصوص نوادر الحكمة.

۵ ـ لغوية القيد المذكور ـ علی تقدير إرادة تضعيف المذكورين ـ في قوله:

أو ينفرد به الحسن بن الحسين اللؤلؤي، أو جعفر بن محمّد الكوفي، أو جعفر بن محمّد بن مالك، أو يوسف بن الحارث، أو عبد اللّٰه بن محمّد الدمشقي.

إذ لا فرق بين منفردات الضعيف وغيرها، كقيده الآخر حيث قال: «أو عن محمّد بن عيسى بن عبيد بإسناد منقطع»؛ إذ لا فرق بين ما رواه محمّد بن عيسی بن عبيد بإسناد منقطع وغيره علی تقدير ضعفه، بخلاف ما لو اُريد استثناء رواياتهم من نوادر الحكمة، فإن الاستثناءات المذكورة ستكون صحيحة.

والنتيجة التي ننتهي إليها هي عدم تمامية هذا الوجه من وجوه الطعن في «سهل» وفقاً لما فهمناه من العبارة المنقولة عن ابن الوليد.

حصيلة البحث

الذي انتهينا إليه بعد بيان الوجوه المذكورة للطعن في سهل بن زياد، ودراستها وتحليلها ونقدها هو أنّه لا شيء منها دالّ على ضعفه؛ أمّا إخراجه من قم على يد أحمد الأشعري فلابدّ أن يدرس ضمن خصوصيّات أحمد ومنزلته السياسية والعلمية، لا بمعزل عن ذلك، ولهذا لا نجد تصرّفاً مشابهاً لتصرّف أحمد الأشعري من قبل غيره من المحدّثين والوجوه العلمية التي كانت في قم وغيرها، بل لا نجدتصرّفاً کهذا مع المشهورين بالكذب في بغداد

1.. أشار المحدّث النوري لهذا الوجه في خاتمة المستدرك: ج۵، ص۱۵۷.


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
74

اللؤلؤي، أو جعفر بن محمّد الكوفي، أو جعفر بن محمّد بن مالك، أو يوسف بن الحارث، أو عبد اللّٰه بن محمّد الدمشقي.۱

وبهذا يتّضح أنّ الوجه المذكور لضعف سهل بن زياد مبنيّ علی أنّ العبارة المذكورة والاستثناء المذكور دالّ علی تضعيف الرواة أنفسهم، وأمّا إذا كان دالّاً علی تضعيف رواياتهم في كتاب نوادر الحكمة، أو لزوم الاحتياط فيها، فلا دلالة فيه علی ضعف «سهل».

والذي يقوی في النظر أنّ الاستثناء راجع لروايات المذكورين في كتاب نوادر الحكمة، ويشهد له اُمور، منها:

۱ ـ عبارة فهرست الطوسي تبيّن المراد من الاستثناء الوارد في كتاب النجاشي، فقال الشيخ في الفهرست: «له كتاب نوادر الحكمة، و هو يشتمل على كتب جماعة أوّلها كتاب التوحيد....

فذكر أنّه يشتمل علی كتب جماعة، ثمّ استثنی منها المرويّ عن المذكورين، فالاستثناء لنسخ هذه الكتب المروية في نوادر الحكمة. ويشهد لهذا المعنی قوله في الاستثناء: «أو يقول: في حديث أو كتاب و لم أروه»؛ فإنّه لا معنی لکونه راجعاً للراوي.

۲ ـ إنّ بعض المذكورين هم من المصرّح بوثاقتهم في كتب الرجال؛ نظير: «محمّد بن عيسی بن عبيد» الذي قال النجاشي في ترجمته: «محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين بن موسى مولى أسد بن خزيمة أبوجعفر، جليل في أصحابنا، ثقة عين، كثير الرواية، حسن التصانيف، روى عن أبي جعفر الثاني علیه السلام مكاتبة و مشافهة...»۲. ونظير: «الحسن بن الحسين اللؤلؤي» الذي وصفه النجاشي بقوله: «كوفي، ثقة، كثير الرواية. له كتاب مجموع نوادر»۳.

۳ ـ لغوية بعض الاستثناءات إذا كان المراد تضعيف الرواة أنفسهم، بخلاف ما إذا اُريد تضعيف رواياتهم؛ فقد استثنيت العناوين التالية: «أو ما رواه عن رجل، أو يقول بعض

1.. فهرست الطوسي: ص۴۰۸ الترجمة ۶۲۳.

2.. رجال النجاشي: ص۳۳۳ الترجمة ۸۹۶.

3.. المصدر السابق: ص۴۰ الترجمة ۸۳.

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19503
صفحه از 348
پرینت  ارسال به