اللغوي، فهذا الوجه من وجوه تضعيف سهل بن زياد غير تامّ أیضاً.
الوجه الخامس: تضعيف ابن الغضائري له
تعرّض ابن الغضائري لترجمة سهل بن زياد وذكر فيها العبارة التالية:
كان ضعيفاً جدّاً، فاسد الرواية والمذهب، وكان أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري أخرجه من قم، وأظهر البراءة منه، ونهى الناس عن السماع منه والرواية عنه، ويروي المراسيل ويعتمد المجاهيل.۱
ولا ريب في دلالتها علی ضعف «سهل» في نفسه، لا ضعفه في الحديث.
واُجيب عليه بما يلي:
أوّلاً: أنّه لا وثوق بتضعيفاته؛ لخروجها عن الحدّ، وعدم خلوّ أحد من جرحه وغمزه.۲
وثانياً: أنّ إطلاق تضعيفه لابدّ وأن يقيّد بما في النجاشي المؤيّد بما في رجال الشيخ، وهو الضعف في الحديث الغير المنافي للوثاقة.
وثالثاً: أنّ الظاهر كما نصّ عليه جماعة: أنّ منشأ تضعيفه ما نقله عن أحمد، بل ومستند غيره، فإنّه كان جليلاً عظيماً رئيساً في الشيعة، يحتجّ بقوله وفعله في أمثال هذا المقام.۳
أقول: إنّ تضعيف ابن الغضائري له ممّا لا تركن النفس إليه بعد كثرة قدحه للرواة، خاصّة وأنّه لا موافق له من الرجاليّين، بل إنّ الشيخ خالفه فصرّح بتوثيقه، مضافاً إلی أنّ مستند تضعيفه له ـ علی ما يبدو ـ هو فعل أحمد بن محمّد بن عيسى، وقد تقدّم الجواب عنه. وعليه فهذا الوجه غير تامّ أيضاً.
الوجه السادس: تضعيف الشيخ له في الفهرست
كتب الشيخ في ترجمة سهل بن زياد في الفهرست:
سهل بن زياد الآدمي الرازي، يكنّى أبا سعيد، ضعيف.۴