۱ ـ إنّ أحمد لم يدرك أبا محمّد العسكري علیه السلام، وما فعل بسهل وقال فيه لابدّ وأن يكون قبله.
۲ ـ إنّ «سهل بن زياد» يروي عن «عبد العظيم» الذي ورد الريّ مخفياً، ولابدّ أن يكون سهل أحدَ الشيعة الذين أشار إليهم النجاشي، فيكون منفيّاً وقتئذ.
۳ ـ نص النجاشي على أنّه كاتب أبا محمّد علیه السلام، والرواية صحيحة السند، ومكاتبة اُخرى في التهذيب مرويّة عن طريق ثقة الإسلام في الوصايا المبهمة، ولا يجتمع عند الإماميّة غلوّ شخص وكذبه إلى حدّ يوجب نفيه وطرده والبراءة منه، مع اعتناء الإمام علیه السلام به، وجوابه عن مسألته بخطّه المبارك.
۴ ـ إذا لاحظنا سؤال «سهل بن زياد» عن التوحيد والمسائل الفرعية، فلا يعقل أن يكون غالياً؛ فإنّ الغلاة بمعزل عن هذه المطالب.
والذي انتهى إليه من هذه المقدّمات هو ما ذكره بقوله:
فلابدّ من الإغماض عن فعل أحمد، فإنّ لاحظنا جلالته، فنقول: كان شيء ثمّ زال، وإلّا فما هو بأعظم ممّا صنع بنفسه من كتم الشهادة ونفي من لا شكّ في خطئه فيه. وبالجملة، فنسبة الخطأ إليه أولى من نسبته إلى إمامه.۱
ثمّ استمرّ المحدّث النوري قائلاً:
قال السيّد الأجلّ بحر العلوم في رجاله: والأصل في تضعيفه كما يظهر من كلام القوم: أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري، وحال القمّيين ـ سيما ابن عيسى ـ في التسرّع إلى الطعن والقدح والإخراج من قمّ بالتهمة والريبة ظاهر لمن راجع الرجال، ولو كان الأمر فيه على ما بالغوا به من الضعف والغلوّ والكذب لورد عن الأئمّة علیهم السلام ذمّه وقدحه، والنهي عن الأخذ عنه والرجوع إليه، كما ورد في غيره من الضعفاء المشهورين بالضعف، فإنّه كان في عصر الجواد والهادي والعسكري علیهم السلام، وروى عنهم علیهم السلام، ولم نجد له في الأخبار طعناً، ولا نقل ذلك عن أحد من علماء الرجال، ولولا أنّه بمكان من العدالة والتوثيق لما سلم من ذلك....۲
أقول: يمكننا تقديم بعض الملاحظات في هذا الخصوص: