الكَذِبُ: نقيضُ الصِّدْقِ... و كَذَبَ الرجلُ: أَخْبَر بالكَذِبِ. النضر: يقال للناقة التي يَضْرِبُها الفَحْلُ فتَشُولُ، ثم تَرْجِعُ حائلاً: مُكَذَّبٌ و كاذِبٌ، و قد كَذَّبَتْ وكَذَبَتْ... قال شمر: يقال للرجل إِذا حَملَ ثمّ وَلَّى و لم يَمْضِ: قد كَذَّبَ عن قِرْنه تَكْذيباً. و في حديث صلاةِ الوِتْرِ: كَذَبَ أَبو محمّد؛ أَي أَخْطأَ، سمّاه كَذِباً لأَنه يُشْبهه في كونه ضِدَّ الصواب، كما أَنّ الكَذِبَ ضدُّ الصِّدْقِ، و إِنِ افْتَرَقا من حيث النيّةُ والقصدُ؛ لأَن الكاذبَ يَعْلَمُ أَنّ ما يقوله كَذِبٌ، و المُخْطِئُ لا يعلم... و قد استعملت العربُ الكذِبَ في موضع الخطأ. وفي حديث عُرْوَةَ، قيل له: إِنَّ ابن عبّاس يقول: إِنّ النبيّ صلی الله علیه و اله لَبِثَ بمكّة بِضْعَ عَشْرَةَ سنةً، فقال: كَذَبَ، أَي أَخْطَأَ....۱
والحاصل من مجموع الكلمات المذكورة أنّ الكذب يطلق علی معانٍ عديدة، فيطلق علی نقيض الصدق، وعلی الخطأ، والأكاذيب: أحاديث الباطل.
ب ـ الكذب اصطلاحاً
وأمّا اصطلاحاً فقد جاء تعريفه في معجم ألفاظ الفقه الجعفري بأنّه: «الإخبار بخلاف الواقع عمداً، ويقابله الصدق».۲
وهذا المعنی هو المتبادر من لفظ الكذب في العصر الحاضر، فلا نفهم له معنی آخر غيره.
ج ـ الكذب في القرآن
وردت مشتقّات الكذب في (۲۸۲) موضعاً، وقد استعمل الكذب فيها بمعانٍ عديدة، بعضها بالمعنی الاصطلاحي، ولا حاجة لذكرها، وبعضها بمعانٍ اُخری:
فاستعمل بمعنی الجحود والإنكار، نظير قوله تعالی:
(قُلْ سِيرُوا فِي ٱلْأَرْضِ ثُمَّ ٱنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ).۳
وبمعنی الخطأ، نظير قوله تعالی:
(وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَ لِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ)۴.