شامل للعقائد والأقوال والأفعال، فردية كانت أو اجتماعية. وهو مستعمل بهذا المعنی في القرآن و الحديث أيضاً.
وأمّا في اصطلاح الفقهاء والمتكلّمين فهو الاعتقاد باُلوهية أمير المؤمنين أو أحد أولاده الطاهرين علیهم السلام.
وأمّا في كتب الرجال فهو مستعمل بمعانٍ عديدة، منها: الغلوّ العقيدي، والغلو العملي الذي قد يلازم ترك الواجبات و إتيان المحرّمات، والغلوّ العملي الذي لا يلازم ترك الواجبات و إتيان المحرّمات. والذي يبدو من القرائن أنّ الغلوّ المنسوب لسهل بن زياد هو من النوع الأخير، لا الغلوّ العقيدي ولا الغلوّ السلوكي الذي يلازم ترك الواجبات وفعل المحرّمات.
تتمّة
قد يقال: إنّ المحمّدين الثلاثة لم يرووا من روايات سهل ما كان فيه رائحة الغلوّ، فعدم وجود ما يدلّ علی غلوّه فيها لا ينفي غلوّه. ولأجل دفع هذا التوهّم تتبّعنا روايات سهل في بصائر الدرجات باعتباره من مظانّ روايات الغلوّ، فعثرنا علی عنوان «سهل بن زياد» في أربع روايات من مجموع رواياته التي تنيف علی ۱۸۰۰ رواية، وهو عدد ضئيل دون شكّ، ننقلها إليك فيما يلي وندرسها الواحدة تلو الأُخری لنری مدی دلالتها علی الغلوّ:
الرواية الاُولی:
حَدَّثَنَا محمّد بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ النَّهْدِيِّ، عَنِ الْحَرْثِ، قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْعَاقُولِ، فَإِذَا هُوَ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ قَدْ وَقَعَ لِحَاؤُهَا وَ بَقِيَ عَمُودُهَا، فَضَرَبَهَا بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: ارْجِعِي بِإِذْنِ اللهِ خَضْرَاءَ مُثْمِرَةً؛ فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ بِأَغْصَانِهَا حَمْلَهَا الْكُمَّثْرَى، فَقَطَعْنَا وَ أَكَلْنَا وَ حَمَلْنَا مَعَنَا. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ غَدَوْنَا فَإِذَا نَحْنُ بِهَا خَضْرَاءَ فِيهَا الْكُمَّثْرَى.۱