وحقیقة کون الأئمة علیهم السلام عباداً للّٰه تعالی مکرمین.۱
کما ذکر المحدّث النوري عدداً من القرائن الدالّة على أنّ المراد بالغلوّ ليس هو الغلوّ العقيدي هي كالتالي:
أ ـ ما في النجاشي: أنّ له كتاب التوحيد... وظاهر لكلّ ذي درية أنّه وضع لذكر ما ورد لإثبات وجوده تعالى وصفاته وأفعاله وما يتعلّق بذلك ممّا يذكر في أبواب التوحيد، ويظهر من كتاب توحيد الكافي وكتاب التوحيد للصدوق جملة من أخبار كتابه الدالّة صريحاً على كونه كسائر الموحّدين المؤمنين. وبالجملة، تأليف مثل هذا الكتاب لا يكون إلّا ممّن يعتقد إلهاً كإله المسلمين.
ب ـ إنّه كان في الريّ، وقد روى عنه جماعة من أهلها وغيرها، وفيهم خال الكليني ثقة الإسلام أبو الحسن عليّ بن محمّد المعروف بعلّان، الذي يروي الكليني بتوسّطه عن سهل ما لا يحصى، ولا يعقل عادة أن تكون حاله مستورة عنه، فلو عرف غلوّه هو أو غيره ما كانوا ليرووا عنه، وما كان الكليني ليروي عنه، كغيره من الغلاة المعروفين في هذه الطبقة وقبلها، الذين لم يرووا عنهم أصحابنا ـ خصوصاً الأجلاّء منهم ـ حديثاً واحداً، مثل: فارس بن حاتم، والقاسم اليقطيني، وعليّ بن حسكة وأضرابهم.
ج ـ إنّه كان في عصر ثلاثة من الأئمّة علیهم السلام، بل أدرك الغيبة كما يظهر من الحضيني، وقد ورد عنهم: في حقّ الغلاة المعروفين من اللعن والبراءة، والأمر بهما أحاديث كثيرة، فلو كان سهل منهم - وهو من المعروفين المؤلّفين وشيخ جماعة من أجلّاء الرواة والمحدّثين ـ لورد فيه ما ورد فيهم، ولأمروا بالبراءة منه واللعنة عليه.
د ـ ما تقدّم من المكاتبة الصحيحة سؤالاً وجواباً.
ه ـ جملة ممّا رواه ممّا يدلّ على كونه من الموحّدين الذين يعتقدون بإمامة الأئمّة الطاهرين علیهم السلام (وذكر طائفة من رواياته التي رواها الصدوق في التوحيد، والكليني في الكافي، والخزّاز في كفاية الأثر وغيرهم، ثمّ قال:) إلى غير ذلك ممّا يوجب نقله الخروج عن وضع الكتاب، وكلّها دالّة على كونه كسائر الإماميّة العارفة باللّٰه وبرسوله وبالحجج علیهم السلام كغيره من الأجلاّء،وأنّى للغالي ـ بالمعنى المتقدّم ـ رواية هذه الأخبار النافية لمعتقده المخالفة لرأيه ومذهبه.