37
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

الأوّل: الإيمان بالباطن والكفر بالظاهر.۱

الثاني: الخطأ في التأويل.۲

الثالث: ترك التقيّة بإظهار التبرّي جهاراً.۳

الرابع: الغلوّ في التسمية لا في إسناد الصفات والأفعال.۴

الخامس: التطرّف السياسي والاندفاع الثوري.۵

السادس: الاستئكال بمحبّتهم وإظهارها لأجل الوصول إلی الأطماع الدنيوية.۶

السابع: إسناد الأفعال الخطيرة في الخلقة إلی المقرّبين من دون تقييدها بإذن اللّٰه.۷

وبهذا يتّضح أنّ ما ذكرناه من معنی للغلوّ غير مستبعد، فروايات أهل البيت علیهم السلام دالّة علی معانٍ عديدة للغلوّ لا نستعمله فيها هذا اليوم، وهذه المعاني مستعملة بحقّ الرواة كما ذكرت الشواهد الروائية عليه، علماً أنّ هذه النماذج لا تعني انحصار معنی الغلوّ فيها، وإنّما تعني استعمالها فيها مع إمكان استعمالها في غيرها أيضاً.

زبدة المخاض

اتّضح ممّا تقدّم أنّ الغلوّ مستعمل في اللغة والقرآن والحديث في معانٍ عديدة، كلّها ترجع إلی التطرّف والخروج عن الحدّ والاعتدال. وهنا يطرح السؤال التالي نفسه:

ما هو المقصود من الغلوّ في عبارة النجاشي بحقّ سهل بن زياد؟

والجواب هو أنّه إذا أردنا تحديد المعنى المقصود من بين المعاني العديدة فلابدّ من ملاحظة القرائن التي تعيننا على ذلك فنقول:

المعنى الأوّل من معاني الغلوّ ـ وهو الغلوّ العقيدي ـ غير مقصود هنا بلا ريب، فإنّ

1.. المصدر السابق: ص۱۶۶ ـ ۱۶۷.

2.. المصدر السابق: ص۱۶۸ ـ ۱۷۱.

3.. المصدر السابق: ص۱۷۲ ـ ۱۷۴.

4.. المصدر السابق: ص۱۷۵ ـ ۱۷۷.

5.. المصدر السابق: ص۱۷۸ ـ ۱۸۰.

6.. المصدر السابق: ص۱۸۱.

7.. المصدر السابق: ص۱۸۲.


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
36

توغّرت نفوس أنصار هذا التيّار أكثر فأكثر، حيث لعب النظام الحاكم بمشاعر الشيعة بشدّة وأحسّوا من خلال ممارسات النظام أنّه يريد إبادتهم والقضاء عليهم عن بكرة أبيهم. وهذه المظلومية والضغوط الشديدة والمتزايدة على الشيعة هي من أسباب انتشار هذا التيّار، حيث إنّ نشر المظلومية من أفضل الأساليب الإعلامية لترويج فكرة معيّنة وإثارة مشاعر الناس تجاه الحكومة.

ولهذا نجد أنّ الكثير أخذ يؤمن بهذه الفكرة، بل نجد أنّ البعض أخذ يسأل أهل البيت علیهم السلام عن سبب القعود وعدم الثورة، والكثير من هؤلاء لا يلاحظون الظروف المحيطة والشرائط المطلوبة للثورة، ولهذا لم يقم أهل البيت علیهم السلام ضدّ الأنظمة الحاكمة، في الوقت ذاته قامت العديد من الثورات إلّا أنّها باءت بالفشل، ولو كانت الأرضية مناسبة لثار أهل البيت علیهم السلام ضدّ الأنظمة المذكورة.وقد ضمّ هذا التيّار العديد من الرواة.۱

تذييل:

ذكر الشيخ محمّد السند في كتابه «الغلوّ والفرق الباطنية» تحت عنوان «حقيقة الغلوّ وأنواعه في الروايات» ما يلي:

إنّه قد عرّف الغلوّ بتعاريف عديدة، فتارة بتأليه الأنبياء والرسل أو الأوصياء، واُخری بالقول بنبوّة الأوصياء والأئمّة، وثالثة بالقول بوجود صفات ومقامات للمعصومين هي فوق درجتهم وحدّهم الوجودي وهي أشبه بالصفات الإلهية، ورابعة بالقول فيهم وبنعتهم بما ليس فيهم. ولكن هناك تعاريف اُخری نجدها في جملة من الروايات، والجامع بينها هو الإيمان بحقيقة الباطن مع الإفراط والتطرّف في جانب آخر.... ـ إلی أن قال ـ: وقد استعمل الغلوّ في الروايات في معاني عديدة، وليس ذلك من قبيل المشترك اللفظي، بل هي في الحقيقة أنماط وأنواع التطرّف والتجاوز عن الحدّ الذي ارتكبه الغلاة، وهي اُمور.۲

ثمّ ذكر سبعة أنواع للغلوّ مع ذكر الشاهد الروائي لكلّ منها، إليك عناوينها، ومن أراد الاستزادة فليراجع المصدر، وهذه العناوين هي:

1.. وممّن أشار لهذا المعنی أيضاً آية الله الشيخ محمّد السند. راجع: الغلوّ والفرق الباطنية: ص۱۷۸ ـ ۱۸۰.

2.. الغلو والفرق الباطنية: ص۱۶۳ ـ ۱۶۵.

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19513
صفحه از 348
پرینت  ارسال به