333
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

في روايات اُخری، وبالتالي فإنّ اعتمادهم عليها ووثوقهم بها يورثنا الاطمئنان النسبي بها؛ نظير ما لو اعتمد أربعة من مراجع التقليد علی رواية في سندها إبهام؛ فإنّ اعتمادهم عليها يورثنا الاطمئنان النسبي بها.

۵ـ إنّ الطريق لكتب «سهل بن زياد» مشتمل علی عدد من الأجلّاء، مما يكشف عن سلامة التراث المروّي فيها، وإلّا لما رووها، أو لاستثنوا قسماً منها، كما تشهد بذلك عبارات الرجاليّين بشأن التراث المشتمل علی غلوّ أو تخليط، فكتب الشيخ في ترجمة محمد بن اُورمة قائلاً:

له كتب مثل كتب الحسين بن سعيد، و في رواياته تخليط، أخبرنا بجميعها ـ إلّا ما كان فيها من تخليط أو غلوّ ـ ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن اُورمة.۱

ونظير ما جاء في ترجمة محمّد بن عليّ أبو سمينة، حيث كتب الشيخ قائلاً:

له كتب، و قيل: إنّها مثل كتب الحسين بن سعيد. أخبرنا جماعة، عن محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه و محمّد بن الحسن ومحمّد بن عليّ ماجيلويه، عن محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الصيرفي، إلّا ما كان فيها من تخليط أو غلوّ أو تدليس أو ينفرد به و لا يُعرف من غير طريقه.۲

ونظير ما جاء في ترجمة محمّد بن الحسن بن جمهور۳.

فلو كانت كتب سهل مشتملة علی غلوّ أو تخليط أو ما شابه ذلك لاستثنوه من رواياته، ولما رواه هؤلاء الأجلاء عنه.

زبدة المخاض

المتحصّل ممّا ذكرناه في الفصول السابقة هو أنّ «سهل بن زياد» ممّن وقع الاختلاف في تقييمه رجالياً بين موثّق له، وطاعن فيه، وبين من ضعّفه في الحديث. وبالتالي فإنّ تقييم رواياته من

1.. الفهرست: ص ۴۰۷ الترجمة ۶۲۱.

2.. الفهرست: ص ۴۱۲ الترجمة ۶۲۵.

3.. انظر: الفهرست: ص ۴۱۳ الترجمة ۶۲۷.


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
332

۱ ـ ورود كثير من رواياته في نسخ اُخری لهذه الكتب، وهذا ما تشهد به الكثير من رواياته والتي تقدّمت الإشارة إلی شطر منها.

۲ ـ روی الشيخ الكليني الكثير من الروايات عن سهل بن زياد، وقد وردت نفس الروايات عن نفس الرواة الأصليين للرواية، لكن بأسانيد اُخری.

۳ ـ وجود المؤيّد الروائي للكثير من رواياته كما يشهد بذلك مراجعة روايته في الأبواب المختلفة من الوسائل. بل نجد المؤيّد الروائي لها في نفس الباب من كتاب الكافي؛ نظير الرواية التالية الواردة في «باب أَنَّ الْمَيِّتَ يَزُورُ أَهْلَهُ‏»:

«عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَيِّتِ يَزُورُ أَهْلَهُ، قَالَ: نَعَمْ، فَقُلْتُ: فِي كَمْ يَزُورُ؟ قَالَ: فِي الجُمْعَةِ، وَ فِي الشَّهْرِ، وَ فِي السَّنَةِ عَلَى قَدْرِ مَنْزِلَتِهِ، فَقُلْتُ: فِي أَيِّ صُورَةٍ يَأْتِيهِم؟ْ قَالَ: فِي صُورَةِ طَائِرٍ لَطِيفٍ يَسْقُطُ عَلَى جُدُرِهِمْ وَ يُشْرِفُ عَلَيْهِمْ، فَإِنْ رَآهُمْ بِخَيْرٍ فَرِحَ، وَ إِنْ رَآهُمْ بِشَرٍّ وَ حَاجَةٍ حَزِنَ وَ اغْتَمَ‏»۱.

فإنّ الرواية التالية المروية عن الإمام الصادق علیه السلام تؤيّدها، فروی الكليني في نفس الباب عن:

«عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّٰه علیه السلام قَالَ: إِنَّ المُؤْمِنَ لَيَزُورُ أَهْلَهُ فَيَرَى مَا يُحِبُّ وَ يُسْتَرُ عَنْهُ مَا يَكْرَهُ، وَ إِنَّ الْكَافِرَ لَيَزُورُ أَهْلَهُ فَيَرَى مَا يَكْرَهُ وَ يُسْتَرُ عَنْهُ مَا يُحِبُّ، قَالَ: وَ مِنْهُمْ مَنْ يَزُورُ كُلَّ جُمْعَةٍ، وَ مِنْهُمْ مَنْ يَزُورُ عَلَى قَدْرِ عَمَلِهِ»۲.

۴ ـ اعتماد عدد من المحدّثين من مشايخ الكليني علی هذه روايات سهل بن زياد، فقد تقدّم أنّ الشيخ الكليني روی (۸۱٪) من رواياته عن «عدّة من أصحابنا»، فاعتماد أربعة من المحدّثين علی هذه النصوص كاشف عن وثوقهم بها؛ إمّا لأنّه مجرّد طريق لها باعتباره راوٍ نسخة كتاب رواه غيره أيضاً، وإمّا لوجود القرائن الدالّة علی صحّتها كورود نفس المضمون

1.. المصدر السابق: ج۳ ص۲۳۰ ح۳.

2.. المصدر السابق: ج۳ ص۲۳۰ ح۱.

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19816
صفحه از 348
پرینت  ارسال به