في روايات اُخری، وبالتالي فإنّ اعتمادهم عليها ووثوقهم بها يورثنا الاطمئنان النسبي بها؛ نظير ما لو اعتمد أربعة من مراجع التقليد علی رواية في سندها إبهام؛ فإنّ اعتمادهم عليها يورثنا الاطمئنان النسبي بها.
۵ـ إنّ الطريق لكتب «سهل بن زياد» مشتمل علی عدد من الأجلّاء، مما يكشف عن سلامة التراث المروّي فيها، وإلّا لما رووها، أو لاستثنوا قسماً منها، كما تشهد بذلك عبارات الرجاليّين بشأن التراث المشتمل علی غلوّ أو تخليط، فكتب الشيخ في ترجمة محمد بن اُورمة قائلاً:
له كتب مثل كتب الحسين بن سعيد، و في رواياته تخليط، أخبرنا بجميعها ـ إلّا ما كان فيها من تخليط أو غلوّ ـ ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن اُورمة.۱
ونظير ما جاء في ترجمة محمّد بن عليّ أبو سمينة، حيث كتب الشيخ قائلاً:
له كتب، و قيل: إنّها مثل كتب الحسين بن سعيد. أخبرنا جماعة، عن محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه و محمّد بن الحسن ومحمّد بن عليّ ماجيلويه، عن محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الصيرفي، إلّا ما كان فيها من تخليط أو غلوّ أو تدليس أو ينفرد به و لا يُعرف من غير طريقه.۲
ونظير ما جاء في ترجمة محمّد بن الحسن بن جمهور۳.
فلو كانت كتب سهل مشتملة علی غلوّ أو تخليط أو ما شابه ذلك لاستثنوه من رواياته، ولما رواه هؤلاء الأجلاء عنه.
زبدة المخاض
المتحصّل ممّا ذكرناه في الفصول السابقة هو أنّ «سهل بن زياد» ممّن وقع الاختلاف في تقييمه رجالياً بين موثّق له، وطاعن فيه، وبين من ضعّفه في الحديث. وبالتالي فإنّ تقييم رواياته من