كاشف عن معروفية هذه الروايات بين المحدّثين ومقبوليتها عندهم. كما نستنتج من الإحصائية السابقة أنّ العدّة طريق لروايات «سهل».
وإذا دقّقنا النظر في عبارة النجاشي في ترجمة «سهل» اتّضح أنّ «عليّ بن محمّد» هو الراوي لكتاب النوادر ل«سهل»؛ قال:
له كتاب النوادر، أخبرناه محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، و رواه عنه جماعة۱.
ولهذا فانّ ما رواه في الجزأين الأوّل والثالث عن «عليّ بن محمّد» فهو من نسخة لكتاب النوادر لـ «سهل» علی ما یبدو. ومنه يتّضح دقّة المحدّث الجليل الشيخ الكليني۱ في إيراد الروايات.
۹ ـ إذا دقّقنا النظر في أسانيد الروايات المروية عن «سهل» عن الضعفاء وجدنا أنّ الشيخ الكليني رواها عنه بطرق عديدة؛ فإمّا رواها عنه بأكثر من سند، وإمّا رواها عن العدّة عنه. ولا نجد رواية له عن الضعفاء بسند وطريق واحد.
۱۰ ـ وأخيراً فإنّ أحد المعايير لتقييم الراوي هي عدم شذوذ رواياته من الناحية المضمونية، وبما أنّ عدد روايات «سهل بن زياد» ضخم جدّاً رأينا أن نتناول منها بعض النماذج لهذا الغرض، فرأينا اختيار رواياته عن بعض مشايخه المصرّح بضعفهم لكي تكون أدلّ على المطلوب، فاخترنا رواياته عن كلّ من «بكر بن صالح» و «عبيد اللّٰه الدهقان» و «الحسن بن العبّاس بن الحريش»، وقمنا بتخريجها۲، وانتهينا إلى أنّ رواياته عنهم معروفة ومشهورة بين المحدّثين غالباً. نعم، لم نعثر على بعض رواياته الواردة في اُصول الكافي؛ لأنّ الكتب الحديثية التي تناولت الروايات الخاصّة بهذه المواضيع قليلة، أو أنّها وردت في كتب حديثية غير موجودة في البرامج الكومبيوترية المعتمدة، حيث إنّنا اعتمدنا في تخريجها على برنامج «جامع الأحاديث ۵ / ۳»، و برنامج «مكتبة أهل البيت ۱».
وختاماً إليك فيما يلي جدولاً بيانياً يوضح ما ذكرناه، ويتلوه عدد من الأشكال الإيضاحية لما تقدّم بيانه: