الروايات بين المحدّثين، وبالتالي إمكان الاعتماد عليها. علماً أنّنا إذا أخرجنا من الضعفاء ما أسنده «سهل» عن «محمّد بن الحسن بن شمّون»، والبالغ (۹۴) سنداً۱، هبطت نسبة أسانيده عنه إلى ۷/۶٪ من مجموع الأسانید، وهي نسبة ضئيلة بلا ريب. وإذا التفتنا إلى أنّ المذكور هو عدد الأسانید لا عدد الروايات؛ فقد تكون الرواية واحدة بأسانيد عديدة، اتّضح أنّ نسبة رواياته عن الضعفاء أقلّ من النسبة المذكورة بكثير فلعلّها لا تبلغ ۳٪ من رواياته.
۸ ـ إذا ألقينا نظرة فاحصة على طرق الكليني الى روايات «سهل» وجدنا أنّ له ثلاث طرق شائعة إلى روايات سهل؛ هي: «عدة من أصحابنا»، «عليّ بن محمّد»، «محمّد بن الحسن». نعم، أغلب ما رواه عن «محمّد بن الحسن» فقد رواه عن «عليّ بن محمّد» أيضاً. لكن نسبة اعتماده على هذه الطرق مختلفة من جزء لآخر (انظر الشكل ۴). فأغلب الأسانید المروية في الجزء الأوّل هي من طريق «عليّ بن محمّد»، و «محمّد بن الحسن»، مع أنّ غالب رواياته في الجزء الثاني هي عن «عدّة من أصحابنا»، بل إنّ جميع رواياته في الجزء السابع هي عن «عدّة من أصحابنا»، ولهذا ألقينا نظرة تفكيكية على طرق هذه الروايات في كلّ جزء من أجزاء الكتاب، فكانت النتيجة كالتالي:
الجزء الأوّل: (۱۹۶) سنداً، (۲) منها عن العدّة، والباقي عن عليّ بن محمّد وغيره.
الجزء الثاني: (۱۹۶) سنداً، (۱۹۱) منها عن العدّة، والباقي عن غيرهم.
الجزء الثالث: (۲۷۹) سنداً، (۱۳۹) منها عن العدّة، والباقي عن عليّ بن محمّد وغيره.
الجزء الرابع: (۲۶۵) سنداً، (۲۶۰) منها عن العدّة، والباقي عن غيرهم.
الجزء الخامس: (۲۸۲) سنداً، (۲۷۵) منها عن العدّة، والباقي عن غيرهم.
الجزء السادس: (۳۵۶) سنداً، (۳۴۶) منها عن العدّة، والباقي عن غيرهم.
الجزء السابع: (۲۱۸) سنداً، كلّها عن العدّة.
الجزء الثامن: (۱۲۶) سنداً، (۱۲۳) منها عن العدّة، والباقي عن غيرهم. (اُنظر الشكل رقم ۵).
والذي ننتهي إليه ممّا ذكر هو أنّ أغلب روايات «سهل» مرويّ من قبل العديد من المحدّثين والمعبّر عنهم بعدّة من أصحابنا، وهو من أمارات الوثوق بها، مضافاً إلى أنّه