285
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

الروايات بين المحدّثين، وبالتالي إمكان الاعتماد عليها. علماً أنّنا إذا أخرجنا من الضعفاء ما أسنده «سهل» عن «محمّد بن الحسن بن شمّون»، والبالغ (۹۴) سنداً۱، هبطت نسبة أسانيده عنه إلى ۷/۶٪ من مجموع الأسانید، وهي نسبة ضئيلة بلا ريب. وإذا التفتنا إلى أنّ المذكور هو عدد الأسانید لا عدد الروايات؛ فقد تكون الرواية واحدة بأسانيد عديدة، اتّضح أنّ نسبة رواياته عن الضعفاء أقلّ من النسبة المذكورة بكثير فلعلّها لا تبلغ ۳٪ من رواياته.

۸ ـ إذا ألقينا نظرة فاحصة على طرق الكليني الى روايات «سهل» وجدنا أنّ له ثلاث طرق شائعة إلى روايات سهل؛ هي: «عدة من أصحابنا»، «عليّ بن محمّد»، «محمّد بن الحسن». نعم، أغلب ما رواه عن «محمّد بن الحسن» فقد رواه عن «عليّ بن محمّد» أيضاً. لكن نسبة اعتماده على هذه الطرق مختلفة من جزء لآخر (انظر الشكل ۴). فأغلب الأسانید المروية في الجزء الأوّل هي من طريق «عليّ بن محمّد»، و «محمّد بن الحسن»، مع أنّ غالب رواياته في الجزء الثاني هي عن «عدّة من أصحابنا»، بل إنّ جميع رواياته في الجزء السابع هي عن «عدّة من أصحابنا»، ولهذا ألقينا نظرة تفكيكية على طرق هذه الروايات في كلّ جزء من أجزاء الكتاب، فكانت النتيجة كالتالي:

الجزء الأوّل: (۱۹۶) سنداً، (۲) منها عن العدّة، والباقي عن عليّ بن محمّد وغيره.

الجزء الثاني: (۱۹۶) سنداً، (۱۹۱) منها عن العدّة، والباقي عن غيرهم.

الجزء الثالث: (۲۷۹) سنداً، (۱۳۹) منها عن العدّة، والباقي عن عليّ بن محمّد وغيره.

الجزء الرابع: (۲۶۵) سنداً، (۲۶۰) منها عن العدّة، والباقي عن غيرهم.

الجزء الخامس: (۲۸۲) سنداً، (۲۷۵) منها عن العدّة، والباقي عن غيرهم.

الجزء السادس: (۳۵۶) سنداً، (۳۴۶) منها عن العدّة، والباقي عن غيرهم.

الجزء السابع: (۲۱۸) سنداً، كلّها عن العدّة.

الجزء الثامن: (۱۲۶) سنداً، (۱۲۳) منها عن العدّة، والباقي عن غيرهم. (اُنظر الشكل رقم ۵).

والذي ننتهي إليه ممّا ذكر هو أنّ أغلب روايات «سهل» مرويّ من قبل العديد من المحدّثين والمعبّر عنهم بعدّة من أصحابنا، وهو من أمارات الوثوق بها، مضافاً إلى أنّه

1.. وذلك أنّ «سهلاً» طريق لكتاب النوادر لـ «ابن شمّون» كما صرّح به النجاشي، راجع ترجمة ابن شمّون.


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
284

«عليّ بن محمّد القاساني»، وبهذا سیتضاءل عدد مشایخه الی ۱۱۸ شیخاً كما أنّ أحد العنوانين «عبيد اللّٰه الدهقان» و «عبد اللّٰه الدهقان» مصحّف عن الآخر.

۶ ـ بما أنّه يوجد مبنيان للعمل بالروايات؛ أحدهما «مبنى الوثوق»، والآخر «مبنى الوثاقة»، فالأوّل منهما يعتمد القرائن التي تورث الاطمئنان بالرواية؛ نظير: شهرتها في كتب الحديث، اعتماد المحدّثين عليها، ورودها في الكتب المعروفة، موافقتها للروايات الاُخرى و...، وهذا المبنى هو الشائع بين قدماء محدّثينا (أعلى اللّٰه مقاماتهم)، ومنهم الشيخ الكليني.

وأمّا المبنى الثاني فيعتمد توثيق الرواة؛ فإن كانوا ثقاة كانت صحيحة وساغ العمل بها، وإلّا فإن لم تكن مشهورة فلا يجوز العمل بها. وهذا المبنى هو الشائع بين المتأخّرين من علمائنا (رضوان اللّٰه عليهم). لهذا حاولنا أن نسلّط الأضواء على مشايخ «سهل» من الجانبين.

۷ ـ ذا ألقينا نظرة فهرستية على مشايخ «سهل» وجدنا أنّ (۷۷) منهم أصحاب كتب، ومعظم روايات «سهل» هي عن هؤلاء، حيث بلغت الأسانید المنتهية إليهم (۱۷۴۶) سنداً، وهو يعني أنّ نسبة روايته عنهم هو (۳۵/۹۱٪) من مجموع الأسانید التي وقع فيها. وهذا العدد من الأسانید هو في الحقيقة طريق لكتب هؤلاء الرواة والمحدّثين (اُنظر الشكل رقم ۱).

وإذا ألقينا نظرة رجالية عليهم وجدنا أنّ (۴۶) منهم قد صُرّح، بتوثيقهم، وعدد الأسانید المروية عنهم من قبل سهل هو (۱۲۸۰) سنداً، وهي تمثّل نسبة (۱/۶۷٪) من مجموع الأسانید (اُنظر الشكل رقم ۲).

وإذا ما دقّقنا فیها وجدنا أنّ (۱۰۴۷) سنداً منها مروية عن سبعة منهم فقط، ونسبتها تمثّل (۵۹.۵۴٪) من مجموع الأسانید، بينما جاء (۱۵۴) سنداً منها عن (۸۶) راوياً غالبهم من المهملين، ونسبتها تمثل (۰۴/۸٪) من مجموع الأسانید (اُنظر الشكل ۳).

وأمّا من صرّح بضعفهم فهم (۱۱) راوياً، والأسانید المروية عنهم (۲۲۳)، لأقلّ من تسعين رواية؛ وذلك أنّ غالب هذه الروايات مرويّ بأكثر من سند، فبعضها مرويّ بسندين، وبعضها بثلاث۱، وبعضها بأربع، بل إنّ بعضها مرويّ بستّة أسانيد۲، وهذا يعني شهرة هذه

1.. اُنظر ترجمة «الحسن بن العباس بن الحريش».

2.. اُنظر: ترجمة «محمّد بن عليّ أبو سمينة».

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19861
صفحه از 348
پرینت  ارسال به