۱۰۹. معاوية بن حكيم
قال النجاشي في ترجمته:
معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمّار الدهني، ثقة، جليل في أصحاب الرضا علیه السلام. قال أبو عبد اللّٰه الحسين بن عبيد اللّٰه: سمعت شيوخنا يقولون: روى معاوية بن حكيم أربعة و عشرين أصلاً لم يرو غيرها. و له كتب....۱
وبمراجعة الكتب الأربعة تتّضح النقاط التالية:
۱ ـ أسند عنه المشايخ الثلاثة في (۱۳۵) موضعاً؛ جاء (۲۶) منها في الكافي، و (۷۰) منها في التهذيب، و (۳۷) منها في الاستبصار، وسندان في من لا يحضره الفقيه.
۲ ـ أغلب ما رواه الكليني عنه فهو بواسطة «محمّد بن جعفر الأسدي الكوفي» حيث روى عنه (۹) أسانيد، وروى عن «سهل بن زياد» في ستّة مواضع۲.
۳ ـ الذي يثير الانتباه هو أنّ إحدى روايات سهل بن زياد وردت بالسند التالي: «سهل بن زياد، عن معاوية بن حكيم، عن الحسن بن عليّ بن فضال»۳، مع أنّ سهل بن زياد يروي عن ابن فضّال مباشرة بكثرة، وهذا ما يثير الشكّ تجاهها، فهل وقع فيه خلل أم أنّه صحيح؟
الجواب: أنّه لا إشكال في هذا السند۴.
1.. رجال النجاشي: ص۴۱۲ الترجمة ۱۰۹۸.
2.. الكافي: ج۱ ص۴۰۷ ح۹، و ج۵ ص۱۸۷ ح۱۲، و ج۶ ص۴۱۲ ح۴، و ص۴۱۲ ح۵، و ج۷ ص۴۳۳ ح۲۲. روى الشيخ اثنين منها في التهذيب: ج۶ ص۲۸۷ ح۱، و ج۷ ص۳۰ ح۱۶، وواحداً في الاستبصار: ج۳ ص۷۵ ح۸.
3.. المصدر السابق: ج۵ ص۱۸۷ ح۱۲.
4.. لإيضاح ذلك نسلّط الأضواء على بعض الجوانب فنقول:
أ ـ فيما يتعلّق برواية سهل عن ابن فضال بواسطة معاوية بن حكيم، فقد ورد السند المذكور في الطبعة المحقّقة في مرکز أبحاث دار الحديث مطابقاً لما في الطبعة المعروفة، دون التعليق عليه بشيء. اُنظر: ج۱۰ ص۱۲۸ ح۸۸۴۸ وهو كاشف عن اتّفاق نسخ الكتاب في هذه النقطة.
ب ـ بتخريج الرواية في مصادر الحديث نجدها بهذا السند أيضاً في التهذيب (ج ۷ ص۳۰ ح۱۶)، والاستبصار (ج ۳ ص۷۵ ح۸)، وهذا ما يكشف عن كونها كذلك في نسخة الكافي التي كانت عند الشيخ الطوسي أيضاً.
ج ـ لم يتمّ التعليق على سند الحديث في برنامج دراية النور، وهو كاشف عن نظر المشرفين عليه، وأنّه عارٍ عن الخلل السندي.
د ـ لم يذكر السيد البروجردي قدس سره هذا السند في كتابه «ترتيب أسانيد كتاب الكافي».
ه ـ قال النجاشي في ترجمة معاوية بن حكيم ما يلي: «معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار الدهني، ثقة جليل في أصحاب الرضا علیه السلام قال أبو عبدالله الحسين بن عبيد الله: سمعت شيوخنا يقولون: روى معاوية بن حكيم أربعة ( ( و عشرين أصلاً لم يرو غيرها. و له كتب منها: كتاب الطلاق... أخبرنا محمّد بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن فضّال عنه بكتبه» (رجال النجاشي / باب الميم: ص۴۱۲ الترجمة ۱۰۹۸).
وقال الكشّي في ترجمته: «قال محمّد بن مسعود عبد الله بن بكير و جماعة من الفطحية هم فقهاء أصحابنا، منهم: ابن بكير، و ابن فضّال ـ يعني الحسن بن عليّ ـ و عمّار الساباطي، و عليّ بن أسباط، و بنو الحسن بن عليّ بن فضال علي و أخواه، و يونس بن يعقوب، و معاوية بن حكيم، و عدّ عدّة من أجلّة العلماء» (رجال الكشّي: ج۱ الجزء الرابع: ص۳۴۵ الترجمة ۶۳۹). وقال في موضع آخر: «قال أبو عمرو: هولاء كلّهم فطحية، و هم من أجلّة العلماء و الفقهاء و العدول، و بعضهم أدرك الرضا علیه السلام و كلّهم كوفيون» (رجال الكشّي: ج۱ الجزء السادس: ص۵۶۳ الترجمة ۱۰۶۲).
فمن خلال التدقیق في عبارة النجاشي تبيّن لنا أنّ معاوية بن حكيم له كتب عديدة، مضافاً إلى أنّه يروي كتب العديد من الرواة وأصحاب المؤلّفات الحديثية، إلّا أنّه لم يذكر لنا أسماءهم أو أسماء كتبهم. وأمّا عبارة الكشّي فتوضّح لنا أنّه من أجلّة الفقهاء ومن الفطحية. وبلحاظ هاتين الخصوصيتين يقوى في الظن أنّ كتاب الحسن بن عليّ بن فضّال هو من جملة هذه الكتب؛ حيث إنّ أجلّة العلماء يحاولون الرواية عن أجلّة العلماء أيضاً، كما يجيزون رواية كتبهم لأجلّة العلماء أيضاً، من جهة اُخرى فإنّ الاشتراك المذهبي حافز مساعد لاختيار الراوي والمروي عنه؛ فالراوي يرغب في رواية كتاب من يوافقه في المذهب أكثر من غيره، وصاحب الكتاب يرغب في إجازة رواية كتابه لمن يوافقه في المذهب أكثر من غيره كما لا يخفى.