۱۹ ـ ضُعّف بعض التضعيف.
۲۰ ـ ضعيف، لكن له كتاب حسن.۱
فهذه عشرون تعبيراً یشتمل کلّ منها علی کلمة «ضعیف»، بعضها ناظر لأوصاف الراوي نفسه، وبعضها ناظر للراوي من نواحي اُخرى ـ كعقيدته ومذهبه ومبانيه الحديثية ـ، وبعضها ناظر لرواياته. علماً أنّ التعابير الدالّة على مضمون واحد قد تتعدّد بسبب اختلاف المراتب شدّة وضعفاً.
والملفت للنظر أنّه عبّر بقول «ضعيف» تارةً، وب«ضعيف فاسد الرواية» تارةً اُخرى، وهذا ما يكشف عن أنّ الراوي قد يكون ضعيفاً لكنّه مقبول الرواية، وإلّا فلا معنى للقيد «فاسد الرواية». ويشهد لذلك أنّه صرّح في موضعين من كتابه بضعف الراوي، لكنّه وصف كتابه بأنّه حسن۲، ممّا يكشف عن عدم تلازم الأمرين المذكورين.
وفي المقام وصف النجاشي سهلاً بقوله: «ضعيف في الحديث»، ولم يصفه بالضعف مطلقاً، فهل المراد به نفس المراد من قولهم: «ضعيف»، أم أنّهما متفاوتان؟
الجواب: لا ريب في اختلاف المراد من هذه التعابير، وإلّا لم يعبّروا بهذه التعابير المختلفة، بل اكتفوا بقولهم: «ضعيف»، و «ضعيف جدّاً». أو فقل: إنّ تعدّد الاصطلاح كاشف عن تعدّد المعاني المقصودة؛ ولهذا صرّح عدد من علمائنا باختلاف المقصود منهما، فقال الوحيد البهبهاني في تعليقته على منهج المقال:
قوله في محمّد بن خالد بن عبد الرحمن: «ضعيف» اه، لم يقل «ضعيف» بل «ضعيف في الحديث» ثمّ مدحه بما مدحه، والظاهر أنّه إشارة إلى روايته عن الضعفاء والمراسيل... وقال صاحب المعالم والمدارك والفاضل الخراساني أيضاً: أنّ هذا لا يقدح في نفس الرجل؛ لأنّ المراد به يروي عن الضعفاء.۳
وقال السيّد عليّ البروجردي في بيان المراد من التعابير التي ذكروها للطعن: