وذكره في ترجمة أبيه فقال:

سليمان بن عبد اللّٰه الديلمي، أبو محمّد، قيل: إنّ أصله من بجيلة الكوفة، و كان يتّجر إلى خراسان، و يكثر شراء سبي الديلم، و يحملهم إلى الكوفة و غيرها، فقيل: الديلمي. غمز عليه، و قيل: كان غالياً كذّاباً. و كذلك ابنه محمّد لا يعمل بما انفردا به من الرواية....^۱

وبملاحظة رواياته في الكتب الأربعة نتوصّل لما یلي:

۱ ـ روى عنه المشايخ الثلاثة في كتبهم، فتكرّر اسمه في أسانيد الكافي ضمن (۵۱) سنداً. كما ذكره الصدوق ضمن ستّة أسانيد، وذكره الشيخ في التهذيب ضمن (۲۹) سنداً، وفي الاستبصار ضمن أربعة أسانيد. وهذا كاشف عن شهرة مضامينها واحتفافها بقرائن تورث الوثوق بها، وإلّا لما روى عنه هؤلاء المحدّثون الأجلّاء مع التصريح بضعفه وعدم العمل بما ينفرد به.

۲ ـ روى عنه الكليني من عدّة طرق، وأغلب ما رواه عنه هو من طريق سهل بن زياد حيث روى عنه (۱۸) سنداً^۲، والملفت للنظر أنّ سبعة منها في الجزء الأوّل، وسبعة في الروضة، والأربعة الباقية موزّعة على الأجزاء (۲ و ۳ و ۷)، وهو كاشف عن مدى قيمتها من منظار الكليني. كما أنّنا لو ألقينا نظرة على من توسّط بين الكليني وهؤلاء اتّضح أنّ ما ورد منها في الجزء الأوّل فقد روى اثنين منها عن اُستاذه «عليّ بن محمّد»، وروايتين منها عن كلّ من «عليّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن»، فهذه ستّة أسانيد، وأمّا باقي الأسانید فقد رواها عن «عدّة من أصحابنا» أو عن «جماعة»، وهو كاشف عن قيمة هذه الروايات من منظار مشايخه.

۹۹. محمّد بن سنان

قال النجاشي في ترجمته:

محمّد بن الريّان بن الصلت الأشعري، له مسائل لأبي الحسن العسكري علیه السلام....^۱

وذکره الشیخ في رجاله في أصحاب أبي الحسن علیه السلام قائلاً:

محمد بن الرّیان بن الصلت ثقة.^۲

أقول: بمراجعة الكتب الأربعة تتضح النقاط التالية:

۱ ـ مجموع الأسانید المروية عنه عشرة، ستّة منها في الكافي، وثلاثة في التهذيب، وواحد في الاستبصار، وليس له في من لا يحضره الفقيه رواية. ومع حذف المكرّر منها سيتضاءل هذا العدد بلا ريب، وهو كاشف عن إعراض المحدّثين عن رواياته، على الرغم من تصريح الرجاليين بوثاقته.

۲ ـ نصف الأسانید المذكورة مروية عن طريق سهل بن زياد، حيث بلغت الأسانید المروية عن طريقه خمسة؛ ثلاثة منها في الكافي^۳، واثنان في التهذيب^۴.

۳ ـ جميع ما رواه سهل عنه فهو في أبواب الفروع، ولا نجد في اُصول الكافي رواية عن طريقه.

۴ ـ ذكر النجاشي في ترجمته أنّ «له مسائل لأبي الحسن العسكري علیه السلام»، وبمراجعة رواياته القليلة يتّضح أنّ بعضها ـ كما ذكر النجاشي ـ مسائل لأبي الحسن العسكري علیه السلام، وبعضها ليس كذلك، وإنّما إحداها رواية عن الإمام الجواد علیه السلام، واُخرى مكاتبة له علیه السلام، واُخرى رواية رفعها عن الإمام الصادق علیه السلام، وهذا يعني أنّ كتابه لا يتمحّض بمسائله للعسكري علیه السلام، أو أنّ له كتاباً آخر يروي فيه هذه الروايات.

۹۸. محمّد بن سليمان [الديلمي]

قال النجاشي في ترجمته:

محمّد بن سليمان بن عبد اللّٰه الديلمي، ضعيف جدّاً، لا يعوّل عليه في شيء، له كتاب....^۵