سوى وصفه بالدقّاق، مع أنّ حذف الصفة أمر متعارف في الأسانید، لكنّني لم أجد من صرّح بوحدتهما أو تعدّدهما، ويصعب الجزم بأحد الأمرين، خاصّة وأنّ الاسمين «محمّد» و «أحمد» كثيرا الاستعمال، فيحتمل تعدّد الرجل.

۴ ـ أورد المحدّث النوري رحمه الله الرواية التي رواها «سهل بن زياد عن محمّد بن أحمد» بالسند التالي: «ثِقَةُ الإسلام في الكافي، عن عليِّ بن محمّد، عن محمّد بن أحمد، عن الحسن بن عليّ، عن يونس، عن مصقلة الطحَّان...»^۱، فرواها عن الكافي وليس في سندها «سهل بن زياد»، مع أنّ الموجود في الكافي المطبوع هو: «عَلِيُّ بْنُ محمّد، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ محمّد بْنِ أَحْمَدَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ مَصْقَلَةَ الطَّحَّانِ...»^۲، فهل الصحيح نسخة الكافي المطبوع أم نسخة مستدرك الوسائل؟

استظهر السيّد الخوئي رحمه الله صحّة نسخة المستدرك حيث قال:

روى الكليني، عن عليّ بن محمّد بن سهل بن زياد، عن محمّد بن أحمد، عن الحسن بن عليّ (الكافي: الجزء ۱، كتاب الحجّة ۴، باب مولد الحسين بن عليّ علیه السلام ۱۱۶، الحديث ۹)، كذا في هذه الطبعة، و في سائر النسخ عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد، و هو الصحيح الموافق للوافي بقرينة سائر الروايات^۳.

أقول: وهو الموجود في الطبعة المحقّقة في مرکز أبحاث دار الحديث لكتاب الكافي،^۴ ولم تذكر له نسخة اُخرى على الرغم من مقابلة الكتاب مع عشر مخطوطات، وهو الموجود أيضاً في بحار الأنوار^۵.

وبناء على ما تقدّم فإنّ روایة سهل بن زياد عن محمّد بن أحمد لا تخلو من إبهام.

۸۸. محمّد بن أحمد الدقّاق

هو مهمل في كتب الرجال. نعم، ذكره السيّد الخوئي رحمه الله في معجم رجال الحديث فقال:

أبحاث دار الحديث نجد هذا السند من دون أيّ تعليق عليه^۱، ممّا يشعر باتّفاق نسخ الكافي في هذه النقطة. ولعلّه كافٍ لاستظهار رواية سهل عن محمّد بن أبي الأصبغ.

۸۷. محمّد بن أحمد

هو مهمل في كتب الرجال. نعم، ذكر السيّد الخوئي رحمه الله هذا العنوان قائلاً:

محمّد بن أحمد: وقع بهذا العنوان في أسناد كثير من الروايات تبلغ ثلاثمئة و سبعة و تسعون مورداً، فقد روى عن... يونس بن يعقوب، و الخشّاب، و السيّاري، و العبيدي؛ و روى عنه أبو عليّ الأشعري، و أحمد بن إدريس، و سعد بن عبد اللّٰه، و سهل بن زياد....^۲

وفي المقام بعض الملاحظات لا بأس بالتنبيه عليها:

۱ ـ روى الكليني۱ عن عنوان «محمّد بن أحمد» (۲۱۰) روایة مفرّقة على أجزاء الكتاب. وهو عدد كبير بلا ريب، وإذا ضممنا إليه ما ورد في بقية كتب الحديث ازداد هذا العدد دون شكّ، فإهمال الرجاليين له مع كثرة رواياته في الكتب المعتبرة غريب.

۲ ـ اذا لاحظنا الذين رووا عن محمّد بن أحمد وجدنا أنّ عدداً منهم من مشايخ الكليني۱، وأنّ لعدد منهم روايات عن سهل بن زياد. وإذا لاحظنا الذين روى عنهم محمّد بن أحمد وجدنا أنّ عدداً منهم من مشايخ سهل بن زياد، وهذا كاشف عن اتّحاد طبقة محمّد بن أحمد و سهل بن زياد. ورواية أبناء الطبقة الواحدة عن بعضهم البعض قليل وعلى غير المألوف. ولعلّه لذا لا نجد لـ «سهل» إلّا رواية واحدة عنه في الكتب الأربعة^۳. نعم، روى الصدوق في علل الشرائع رواية اُخرى عن سهل بن زياد عنه^۴.

۳ ـ يوجد عنوان آخر في هذه الطبقة هو «محمّد بن أحمد الدقّاق»، ولسهل بن زياد رواية عنه^۵، فهل هو نفس المتقدّم ذكره، أم أنّه رجل آخر؟ الطبقة واحدة، والعنوان واحد