235
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

مقتضى الموجود في رجال ابن داود هو أنّه من الطبقة التي يروي عنها سهل بن زياد۱، وعليه فاحتمال اتحاده مع سعيد بن عليّ الرقّي ليس مطروحاً.

السؤال المطروح: هل أنّ «عليّ بن سعيد الرقّي» الذي روى عنه سهل هو نفس «عليّ بن سعيد بن رزام القاساني» أم غيره؟

الجواب: نسبة الرجل إلى الرقّة في أحد العنوانين وإلى قاسان في العنوان الآخر، لا تساعد على وحدة الرجل؛ فالرقّة من المناطق الغربية في العراق۲، والقاساني نسبة إلى «قاسان» وهي على ما يبدو من مدن إيران والتي تعرف اليوم ب«كاشان»، فلو كانت النسبة إلى منطقتين قريبتين ـ كالرازي والقاساني ـ أمكن استظهار الاتّحاد؛ لقرب احتمال ولادة الشخص في مكان ونشأته أو عمله أو موته في آخر، فينسب إليهما معاً. وأمّا مع بعد البلدتين، خاصّة وأنّ الرقّة ليست من المدن المقدّسة أو التجارية أو العلمية التي تشدّ إليها الرحال، مع اختلاف أهالي المدينتين من الناحية اللغوية، فالرقّة من المناطق العربية، وقاسان مدينة فارسية، فمن البعيد رحلة القاساني إلى الرقّة أو العكس، وبالتالي يبعد اتّحاد العنوانين.

هذا كلّه على فرض سلامة نسخة الكافي المطبوعة، وإلّا فقد ذكر السيّد الخوئي رحمه الله العناوين الثلاثة التالية: «عليّ بن سعيد»، و «عليّ بن سعيد الرقّي»، و «عليّ بن سعيد البرقي»، وقال في ترجمة الأخير منها:

روى عن سليمان بن جعفر الجعفري، وروى عنه سهل بن زياد... (ثم وأشار إلى نفس الرواية المتقدّمة عن «عليّ بن سعيد الرقّي»، ثمّ قال:) كذا في جامع الرواة، لكن الموجود في نسخ الكافي: عليّ بن سعيد الرقّي۳.

1.. وردت العبارة فيه كالتالي: «روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى» لا «روى عن أحمد بن محمّد بن عيسى».

2.. الرقّة: بفتح أوّله وثانيه وتشديده، وأصله كلّ أرض إلى جنب واد ينبسط عليها الماء، وجمعها رقاق... وهي مدينة مشهورة على الفرات، بينها وبين حرّان ثلاثة أيّام، معدودة في بلاد الجزيرة؛ لأنّها من جانب الفرات الشرقي، طول الرقّة أربع وستون درجة، وعرضها ستّ وثلاثون درجة، في الإقليم الرابع، ويقال لها: الرقة البيضاء، أرسل سعد بن أبي وقّاص وإلى الكوفة في سنة (۱۷) جيشا عليه عياض بن غنم، فقدم الجزيرة فبلغ أهل الرقّة خبره فقالوا: أنتم بين العراق والشام وقد استولى عليها المسلمون فما بقاؤم مع هؤاء !...» (معجم البلدان: ج۳ ص۵۸). وهي الیوم تُعدّ من مدن سوریة.

3.. معجم رجال الحديث: ج۱۲ ص۳۹ الترجمة ۸۱۵۲.


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
234

وثانياً: أنّ «عليّ بن زياد» هو نفس «عليّ بن زياد الصيمري»، لا أنّه رجل ثالث.

وعلى أيّ حال فليس لعليّ بن زياد في الكتب الأربعة سوى رواية واحدة رواها الشيخ الكليني بطريقين: أحدهما: «عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد»۱. ولهذا فإنّ تحقيق الحال في المقام وهل أنّ «عليّ بن زياد» هو نفس «عليّ بن زياد الصيمري» أم غيره، ليس بالأمر اليسير بعد قلّة رواياته والقرائن الدالة عليه.

عليّ بن سعيد

سيأتي الكلام فيه ضمن العنوان «عليّ بن سعيد الرقّي».

۷۳. عليّ بن سعيد الرقّي

لم يذكر علماء الرجال هذا العنوان، وإنّما ذكروا العناوين التالية:

۱ ـ عليّ بن سعيد بن امرأة ناجية۲.

۲ ـ عليّ بن سعيد بن بكير۳، وذكر الشيخ في ترجمته أنّه «روى عنه سماعة».

۳ ـ عليّ بن سعيد بن رزام القاساني۴، وذكر النجاشي في ترجمته أنّه «يروي عن أحمد بن محمّد بن عيسى و ابن أبي الخطّاب».

فهل أنّ «عليّ بن سعيد الرقّي» أحدهم أم أنّه شخص رابع ؟

لا شكّ ولا ريب أنّ طبقة الأوّل والثاني من العناوين المذكورة لا تنسجم مع طبقة عليّ بن سعيد الرقّي الذي يروي عنه سهل بن زياد، فسهل من أصحاب النصف الثاني من القرن الثالث، والأوّلان من أهل أواسط القرن الثاني. وأمّا الأخير منها فمقتضى العبارة المطبوعة من رجال النجاشي كونه من طبقة الرواة عن سهل بن زياد لا من طبقة مشايخه۵، لكن

1.. الكافي: ج۲ ص۵۷۸ ح۴.

2.. رجال البرقي: ص۲۵.

3.. رجال الطوسي: ص۱۴۱ الترجمة ۱۵۱۷.

4.. رجال النجاشي: ص۲۵۹ الترجمة ۶۷۷، رجال ابن داود: ج۱ ص۲۴۴ الترجمة ۱۰۳۳، الخلاصة للحلي: ص۱۰۰ الترجمة ۴۳.

5.. ذكر النجاشي أنه يروي عن «أحمد بن محمّد بن عيسى»، وبما أن أحمد الأشعري معاصر لسهل، فمقتضاه أن يكون في طبقة الرواة عن سهل لا في طبقة مشايخه.

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19531
صفحه از 348
پرینت  ارسال به